ظهور الحركة المهدية ودروها في هزائم المستعمرين الإنجليز .

تفاصيل الحدث :

تولى الخديوي إسماعيل الحُكمَ، وكانت الحركةُ الاستعماريةُ في عنفوانِها، فخاف أن يقَعَ السودان فريسةَ احتلال أوروبي، فوضع خطةً واسعةَ المدى لاستكشاف منابعِ النيل وحمايةِ الوطن السوداني، ولكِنَّه ارتكب خطأً فادحًا؛ إذ عَيَّنَ رجلًا إنجليزيًّا هو السير «صمويل بيكر» حاكمًا عامًّا على السودان؛ ذلك لأن صمويل بيكر هذا كان شخصيةً استعمارية صليبيةً شديدةَ الحقد على المسلمين، اتَّبَع سياسةً خبيثة ترمي لهدفين: الأول هو اقتطاعُ منطقة منابع النيلِ وجَعلُها مستعمرةً إنجليزية، والثاني الإساءة إلى أهل السودان وتأليبُهم على المصريين؛ وذلك للحَدِّ من انتشار الإسلام في جنوب السودان بعدما أصبح الشمالُ كلُّه مُسلِمًا خالصًا، بعد انتهاء ولاية صمويل بيكر خلفه رجلٌ لا يقِلُّ حقدًا وصليبية هو «تشارل جورج جوردون». سار جوردون على نفس السياسة؛ مِمَّا أدى لظهور الحركة المهدية بقيادة محمد بن عبد الله المهدي، وذلك سنة 1293هـ، وبدأت الثورةُ المهدية تكسِبُ أنصارًا يومًا بعد يومٍ حتى قويت شوكتها وبدأت في العمل والكفاح المسلَّح، وفي هذه الفترة احتلَّت إنجلترا مصر سنة 1299هـ فازدادت الحركة المهدية قوةً، خاصةً بعدما طلب الإنجليزُ من الجيش المصري الخروجَ من السودان سنة 1301هـ، وحقق المهديون عدةَ انتصاراتٍ باهرةٍ حتى دانت لهم معظمُ الولايات السودانية.

العودة الى الفهرس