مقاومة أحمد عرابي استبداد الخديوي .

تفاصيل الحدث :

في أوائل سنة 1298هـ استفحل أمرُ الشراكسة بمصر، وهمَّ ناظر الجهادية عثمان رفقي باشا الشركسي بتنحية فريقٍ مِن الوطنيين عن مراكزهم، فاجتمع عددٌ من هؤلاء وانتدبوا أحمد عرابي للمطالبة بموادَّ اتفقوا عليها، منها عزل رِفقي من نظارة الجهاديَّة، وتأليف مجلس نوَّاب. فرفع أحمد عرابي الأمرَ إلى رئيس النظار (رياض باشا) فأهمله إلى أن انعقد مجلسٌ برئاسة الخديوي، فقَرَّر محاكمة عرابي واثنين من أصحابه، فقُبِض عليهم، فهاج الضباطُ الوطنيون وأخرجوا المعتَقَلين عرابي ورفيقيه، وفَرَّ رفقي ورجالُه إلى قصر عابدين، ثم صدر الأمرُ بعزل عثمان رفقي من نظارةِ الجهاديَّة وتولية محمود سامي باشا البارودي، فأقام مدةً يسيرةً وعُزل. عاد عرابي وأصحابه إلى هياجهم، فانحلَّت وزارة رياض باشا، وتألَّفت ثانية برئاسة شريف باشا، أعيد فيها محمود سامي إلى نظارة الجهادية، وجُعل عرابي وكيلًا للجهاديَّة فيها، وأُنعِمَ عليه برتبة اللواء (باشا) وأجيبَ إخوانُه إلى بعض مطالبهم. وتتابعت الحوادِثُ فسقطت هذه الوَزارةُ وخَلَفتها وزارةٌ برئاسة محمود سامي باشا جُعِل عرابي ناظرًا للجهادية فيها، ثم استقالت. ولم يَرَ الخديوي مندوحةً عن إعادة عرابي إلى الجهاديَّة، فاستبقاه، وظَلَّت مصر بلا وزارةٍ إلى أن تألَّفَت وزارة راغب باشا، ووقعت المذبحة في الإسكندرية وضربها الإنجليز، واستولَوا على التل الكبير بعد معارِكَ ودخلوا القاهرةَ فحَلُّوا الجيشَ المصريَّ ونَفَوا أحمد عرابي باشا.

العودة الى الفهرس