معركة حريملاء ونهاية الدولة السعودية الثانية .

تفاصيل الحدث :

بعد معركة المليداء سنة 1308 أخذ الإمامُ عبد الرحمن ما أمكَنَه أخذُه من ممتلكاتِه في الرياض، وخرج بأسرتِه منها، واتَّجَه إلى المناطق الواقعة بين واحة يبرين والأحساء، لبُعدِها عن متناولِ ابن رشيد، ولوجودِ قبائل متعاطِفة معه، ومناوِئة لخَصمِه ابن رشيد، مِثلُ العجمان وآل مرة، ولكِنَّ صعوبة حياة الصحراء على نِساءِ أُسرتِه وأطفاله أجبَرَت الإمامَ عبد الرحمن على إرسالِ ابنه عبد العزيز إلى الشيخ عيسى بن خليفة حاكِمِ البحرين طالبًا منه أن يقبَلَ إقامةَ أسرته لديه، ورحَّبَ الشيخُ عيسى بالطلب، فذهب أطفالُ الإمام ونساؤه إلى البحرين، ليلقَوا كرم الضيافة هناك. حاول عبدُ الرحمن أن يستعيدَ الرياض, فجمع أنصارَه من أعراب البادية، وصَحِبَه إبراهيم بن مهنا أبا الخيل، أميرُ بُرَيدة مع عددٍ مِن أهلِها, وهاجم الإمامُ عبد الرحمن مع أتباعِه بلدةَ الدلم واستولوا عليها وطَرَدوا من كان فيها من أتباعِ محمد بن رشيد. ثم توجَّه إلى الرياض، ودخلها سنة 1309ه،ـ ومن الرياضِ سار الإمام عبد الرحمن إلى المحمل، ونزل في حريملاء شمالَ الرياضِ والتقى بابن رشيد في معركةٍ فاصلة انهزم فيها عبد الرحمن وقُتِلَ عدد من رجالِه وأنصاره، ودخل ابنُ رشيد الرياض، وبعد هذه المعركةِ تبَدَّدت آمال عبد الرحمن بن فيصل، وعاد إلى مخيَّمِه في البادية، وكانت وقعةُ حريملاء آخِرَ معارك أئمَّةِ الدولة السعودية الثانية، وبها انتهت دولةُ آل سعود في مرحلتِها الثانيةِ.

العودة الى الفهرس