موقف الملك عبد العزيز من أطراف الصراع في الحرب العالمية الأولى .

تفاصيل الحدث :

عندما اندلعت الحربُ العالمية الأولى بعث الملك عبدالعزيز برسائل إلى كل من الشريف حسين في مكَّةَ، وسعود بن صالح في حائل، والشيخ مبارك الصباح في الكويت، يقترح عليهم عقدَ لقاء بين حكَّام العرب للحيلولة دون جَرِّهم إلى العمليات الحربية، وتوقيع معاهدة مع الدول الكبرى لضمان تقريرِ مصير البلاد العربية، ولم تكن مصالحُهم متوافقةً آنذاك؛ لذلك تعذَّر وضعُ موقفٍ مشترك؛ فأمير حائل ردَّ بأنه سيقاتل مع الدولة العثمانية ضَدَّ من يقاتلها. وعلى الرغم من إعلان الملك عبدالعزيز موقِفَ الحياد من الحرب إلا أن حكومة بريطانيا في الهند أرسلت إليه تطلُبُ منه التعاونَ معهم في الاستيلاء على البصرة مقابِلَ اعترافها به حاكمًا على نجد والأحساء، وحمايته من أي هجوم يأتيه من البحر، ومساعدته ضِدَّ أي انتقام من الدولة العثمانية، إلا أن الملك عبدالعزيز أجابهم بأنه سيظلُّ على الحياد ويترك جميع خياراتِه مفتوحةً، وفي المقابل حاول العثمانيون استمالةَ الملك عبدالعزيز عن طريق طالب النقيب، إلا أنه أخفَقَ، وبعد أن استولت بريطانيا على البصرة ، كرَّر العثمانيون محاولتهم لاستمالة الملك عبدالعزيز وأرسلوا وفدًا من المدينة المنورة يحمل 10 آلاف ليرة لإقناعه بتأييد الدولة العثمانية إلا أن الملك عبدالعزيز اعتذر بأنَّه عاجز عن مقاومة الإنجليز، ولكِنَّه وعد بعدم إعاقة تجَّار نجد عن تزويد الجيش التركي بالأغذية، فصارت قوافل الأتراك طوال الحرب تجتاز أراضيه من الشام إلى عسير واليمن؛ ونتيجةً لهذا الموقف فالملك عبدالعزيز لم يقم بمهاجمة الدولة العثمانية في العراق كما أراد الإنجليز، ولم يحارب الشريف حسين بالحجاز كما أراد العثمانيون.

العودة الى الفهرس