هدنة مدروز واستسلام الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى .

تفاصيل الحدث :

تدهورت الأوضاعُ العسكرية للدولة العثمانية أثناءَ الحرب العالمية الأولى، وسيطر البريطانيون على العراقِ والشام، واحتلَّ الفرنسيون شماليَّ بلاد الشام، وسيطر الحلفاءُ على استانبول والمضايق التركية، ولَمَّا رأى قادة الاتحاد والترقي هذه الهزائم قدَّم طلعت باشا رئيس الوزراء استقالةَ وزارته، فتألفت وزارة جديدة برئاسة أحمد عزت باشا، وهرب كلٌّ من طلعت باشا وأنور باشا وغيرهما إلى ألمانيا. وأرسلت الحكومة الجديدة وفدًا وزاريًّا إلى مدينة مدروز في بحر إيجة بين اليونان وتركيا لمفاوضة الإنجليز على شروطِ الهدنة، وأرجأ الإنجليزُ الاجتماعَ النهائي لمدة أسبوعين حتى تتمكَّن قواتهم من احتلالِ الموصل وحلب. وعُقِدَت هدنة مدروز في 25 من محرم 31 من أكتوبر، ونصَّت على استسلام الدولة العثمانية دون قيدٍ أو شرطٍ، وهو ما لم يحدث بالنسبة لألمانيا، وبدأت القواتُ العثمانية في إلقاء سلاحها، وبدأت عملياتُ الاحتلال طبقًا للاتفاقيات، ووقَعت الأستانة تحت الاحتلال المشترك للحلفاء تحت قيادة الأميرال البريطاني "كالثورب". واستيقظ المسلمون على هذا الفاجعة المدوِّية، وزاد من كآبةِ هذه الفاجعة سعيُ الأقليات الدينية لخدمة مصالحها، خاصةً الأرمن واليونانيين، وجرت مذابِحُ ضِدَّ المسلمين، وظهرت روحٌ بغيضة من التشفِّي ضِدَّ المسلمين؛ فالجنرال اللنبي قال حين دخل القدس: "الآن انتهت الحروب الصليبية"، وبعد هدنة مدروز وصل الجنرال اللنبي القائد الإنجليزي إلى استانبول، وطلب من الحكومة التركية تعيين مصطفى كمال قائدًا للجيش السادس بالقربِ مِن الموصل.

العودة الى الفهرس