صدور قرار بإنشاء المجمع العلمي العربي بدمشق .

تفاصيل الحدث :

صدر قرارٌ بإنشاء المجمَع العِلميِّ العربي بدمشق، والذي عُرِفَ فيما بعد بـ "مجمع اللغة العربية". وقد نهض المجمَعُ بأمور اللغة في سوريا، وأحياها في دواوين الحكومة، وقام بجَمعِ الكتب والمخطوطات، وقد ضَمَّ المجمَعُ بين صفوفه عددًا من أعيان اللغة في العالم العربي. كانت الدولُ الاستعمارية منذ الوهلة التي يضعُ المستعمِرُ قدمَه في أي بلدٍ يستعمِرُه يبدأ بالتنقيب عن آثار البلد لربطِ سكانه بتاريخهم القومي بدَلَ دينِهم وعقيدتِهم التي يمكِنُ أن يكونَ لها أعظَمُ الأثر في مواجهة مخطَّطاته الاستعمارية؛ لذلك عمل الفرنسيون على تشجيع السوريين من خلال هذا المجمَعِ العلمي على الاهتمام باللغة العربية والآثار التاريخية؛ ففي مجال اللغة أخذ المجمَعُ على نفسه في إصلاحِ اللغة العربية، ووضْعِ ألفاظ للمستحدثات العصرية، وتنقيحِ الكتب، وإحياء المهمِّ مما خلَّفه الأسلاف منها، والتنشيط على التأليف والترجمة، وشراء الكتب، وجلْب كتب بلغة المستعمِر سواء كانت فرنسية أو إنجليزية أو ألمانية، وأما في مجال الآثار فلم تكن عنايةُ المجمع بجمع الآثار للمتحف بأقَلَّ من اهتمامه باللغة. فجمع أُلوفًا ما بين تماثيل حجرية وأوانٍ معدنية وزجاجية وخزفية، ومجاميع نقود ذهبية وفضية ونحاسية، وأسلحة وصفائح حجارة عليها كتابات، وأدواتٌ أخرى مختَلِفة. ومن هذه الآثار ما هو ذو شأنٍ عظيم قد لا يوجَدُ نظيره في كثيرٍ مِن المتاحف، وقد ألَّفَ المجمَعُ من أعضائه لجنتين: لجنة لُغَوية أدبية تبحَثُ في لغة العرب وآدابها وطرُقِ ترقيتها، ولجنة علمية فنية تبحث في توسيعِ دائرة العلوم والفنون في البلاد السورية. وألَّف أيضًا لجنة من المختصِّين في معرفة الآثار، ولجنتين أخيرتين، إحداهما لتتَبُّع الآثار القديمة والبحث عنها خارج دمشق من جهات سورية، وجلْب ما يمكِنُ جلبه منها، فذهبت إلى تدمر وجلبت منها ومن حمص بعضَ القِطَع الحجرية القديمة. وكتبت تقريرًا بشأن الآثار والملاحظات التي رأتها في رحلتها. أما اللجنة الأخرى فلتتبُّعِ الآثار القديمة في دمشق، وكتَبَ المجمَعُ منشورًا باللغتين العربية والفرنسية ضمَّنه ملخَّصًا من أخباره وأعماله في هذه المدة، ووزَّعه على المجامِعِ العلمية ودُورِ الكتب والجامعات وأمَّهات المجلات في أوروبا وأمريكا وغيرهما.

العودة الى الفهرس