معركة أنوال الشهيرة وانتصار الأمير المغربي محمد بن عبد الكريم الخطابي على الإسبان .

تفاصيل الحدث :

كان الجنرالُ الإسباني سلفستر قائِدُ قطاع مليلة يزحَفُ نحو بلاد الريف؛ لِيُحكِمَ السيطرة عليها، ونجح في بادئ الأمر في الاستيلاء على بعض المناطق، وحاول الأميرُ محمد بن عبد الكريم الخطابي أن يُحَذِّرَ الجنرال سلفستر من مغبَّةِ الاستمرار في التقدُّمِ والدخول في مناطق لا تعترف بالحماية الإسبانية الأجنبية، لكنَّ الجنرال المغرور لم يأبهْ لكلام الأمير، واستمرَّ في التقدُّمِ ممنِّيًا نفسه باحتلال بلاد الريف، ولم تُصادِفْ هذه القواتُ في زحفها في بلاد الريف أيَّ مقاومة، واعتقد الجنرال أن الأمرَ سهلٌ، وأعماه غرورُه عن رجال الخطابي الذين يعملون على استدراجِ قوَّاتِه داخل المناطق الجبلية المرتفعة، واستمرَّت القوات الإسبانية في التقدُّمِ وتحقيق انتصارات صغيرة، حتى احتلَّت مدينة أنوال في رمضان، ثمَّ في شوال وقعت معركة أنوال الشهيرة التي سميت باسم المكان الذي جرت فيه، وهي قرية أنوال، وإن كانت أحداثُها قد شَمِلت عدةَ مواقع، بحيث عُدَّت من أكبر المعارك التاريخية التي جرت بين المغرب وإسبانيا، كمعركة الزلاقة أيام المرابطين، ومعركة الأرك في عهد الموحِّدين، وكان لها صدًى كبير في العالم الغربي؛ لأنَّها لقَّنت جنودَ الاحتلال الإسباني دروسًا لن تنسى. خاض المجاهِدون الريفيُّون المعركةَ بقيادة المجاهد الأمير المغربي محمد بن عبد الكريم الخطابي، وهم بضع مئات في كلِّ موقع، بحيث لم يكن يتعدَّى العددُ الإجمالي ثلاثة آلاف مقاتل، في حين كان عددُ جيش الاحتلال بقيادة الجنرال سلفستر ستين ألفَ جنديٍّ مدجَّجين بأحدث الأسلحة الفتَّاكة. واعتمد المجاهدون على الغنائِمِ التي ربحوها من المحتَلِّ، كالأسلحة المتنوِّعة والذخائر والمؤَن الكثيرة، إضافةً إلى نحو ألف أسير من مختلف الرُّتَب العسكرية، وتكبيدهم 15 ألف جندي ما بين قتيل وجريح و570 أسيرًا، وكان الجنرال سلفستر على رأس القتلى. ما إن انتشر خبَرُ انتصار الخطابي ورجاله في معركة أنوال، حتى هبَّت قبائِلُ الريف تُطارِدُ الإسبان أينما وُجدوا، ولم يمضِ أسبوعٌ إلَّا وقد انتصر الريفُ عليهم، وأصبح وجودُ الإسبان مقتصرًا على مدينة تطوان وبعض الحصون في منطقة الجبالة.

العودة الى الفهرس