نشأة حركة الضباط الأحرار في العراق .

تفاصيل الحدث :

بدأ العمل داخِلَ الجيش العراقي منذ عودته من فلسطين، فتشكَّلَت عدةُ مجموعات سرية أولُها نَظَّمَها الرائد "رفعت الحاج سري" عام 1952م، وقد انضَمَّ معه في التنظيم عددٌ من الضباط، على الرغم من تبايُنِ توجُّهاتِهم الفكرية، ثم تشكَّلت مجموعات أخرى من التنظيمات السرية، ثم اندمجت مجموعتا بغداد والمنصور في مجموعة واحدة وتولَّى قيادتها العميد عبد الكريم قاسم، وكان لقيادات هذه المجموعات صِلاتٌ مع قيادات بعض الأحزاب السياسية المعارضة أو بعض المسؤولين الكبار في الدولة، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين؛ من أجل الدعم أو الحماية، فكان العميد عبد الكريم قاسم شديدَ الصلة برئيس الوزراء نوري السعيد حتى غدا من المقرَّبين إليه ويثِقُ به ولا يهتَمُّ بما يقال عنه، بينما كان عبد السلام عارف يتَّصِلُ بالفريق رفيق عارف ويتودَّدُ إليه حتى صار من أعوانه؛ يدافِعُ عنه ويحميه، وليس بينهما صلة قرابة، وإنما تشابُهٌ في اسم الأسرة. وتدريجيا صار أكثَرُ هؤلاء الضباط في هذه المجموعات على الرغم من تبايُنِ توجُّهاتهم الفكرية وتنوُّع انتماءاتهم يَعرِفُ بعضهم بعضًا، ويجمعهم هدف مشترك هو معارضة الحكم الملَكي القائم والرغبة في تغييره، فأطلقوا على أنفسهم "الضبَّاط الأحرار" نفس الاسم الذي تسمى به قادة ثورة 23 يوليو في مصر، ثم شكَّلوا لجنةً منهم لتنظيم الأمر أطلق عليها "المنظمة المركزية" دلالة على تأثرهم بالحركة الشيوعية، ووصل عدد أعضاء هذه المنظَّمة قبل الثورة بسنة 14 ضابطًا: اثنين عمداء، وستة برتبة مقدم، واثنين برتبة رائد. جميعُهم عرب، ولم يكن بينهم أيُّ كُردي، وأغلبهم سُنَّة عدا اثنين شيعة، وكانت أكثر اللقاءات تُعقَدُ في منزل الرائد الطيار محمد السبع، ولَمَّا لم يكن جميعُ أعضاء المنظَّمة المركزية أصحاب فكر واحد؛ لذا لا يمكن أن يتَّفِقوا على صيغة محددة للعمل بعد نجاح حركتِهم، وإنما اكتَفَوا بوضع خطوط عريضة أطلَقَ عليها اسم "الميثاق الوطني"، وكان هدفهم إنهاء الحكم الملكي في العراق.

العودة الى الفهرس