انقسام باكستان الشرقية وقيام دولة بنغلادش فيها .

تفاصيل الحدث :

بدَأت المطالَبةُ في باكستانَ بتَقسيم باكستانَ الشرقيةِ (بنغلادش حاليًّا) عن باكستانَ الغربيةِ (باكستان الحالية)، وكان شَيخ مُجيب الرحمن (مُيوله اشتراكيةٌ) في باكستانَ الشرقيةِ هو الداعيَ إلى هذا الانفصالِ، وكان مِن المؤيِّدين أيضًا لهذا الانفصالِ ذو الفقار علي بوتو الشِّيعي، وأيَّد الأمريكانُ هذا التَّيار بمِثل ما أيَّدوا به مُجيب الرحمن، إضافةً إلى أنَّ الرئيسَ يحيى خان الشِّيعي أوعَز للشِّيعة بتَأْييد ذي الفقارِ هذا، وكان هذا الانفصالُ لصالِح الهندِ بالدَّرجة الأولى؛ لأن باكستانَ الدَّولةُ الوحيدةُ القادرة على التَّصدِّي لها في المنطقةِ، تفجَّر العصيانَ المسلَّح في باكستانَ الشرقيةِ، وارتُكِبت أبشعُ الجرائمِ، وسُلِبت المحلاتُ التِّجارية، وحُرِّق الناسُ وهم أحياءٌ، وهُتِكت الأعراضُ! فبدَأت الحربُ الثالثةُ بين باكستانَ والهندِ على طُول الجبهات في الشَّرْق والغرب، وكانت الهندُ قد عقَدت حِلفًا مع رُوسيا؛ لضَمان عدَمِ تدخُّل الصينِ، وكان على الهندِ أن تَرمِيَ بكلِّ ثقلِها على الجبهةِ الشرقيةِ؛ لتَنْتهي منها، فدفَعت باثنتيْ عشْرةَ فرقةً من المشاةِ وعِدَّةِ ألويةٍ مِن المدرَّعات؛ لتَقتحِمَ حُدود باكستانَ الشرقيةِ، وكان عددُ الجنود يَزيد على 240 ألف جُنديٍّ، ومعهم دبَّابات رُوسية ذاتُ مدافعَ ثقيلةٍ، بالإضافة للطائراتِ الرُّوسية، وهكذا تقدَّمت الهِند في الجبْهة الشرقيةِ برًّا وبحرًا، وكان في المقابلِ الدفاعُ الباكستانيُّ يَزيد عن ثمانينَ ألف مُقاتِل بدون طيرانٍ، ومع عدَم وُصول الإمدادات وانحصارِها من أكثرَ مِن جهةٍ، اندَحَرت القوات الباكستانيةُ، ثم استسْلَمت باكستانُ الشرقيةُ، وبدَأت الإبادةُ الجماعيةُ والمذابحُ الرهيبةُ؛ فقُتِل العلماءُ والناسُ، ومَثَّلوا بالجُثَث، وأُعلِنَ عن قِيام دَولة بنغلادش، فتسلَّم رئاسةَ الدولة نصرُ الإسلام، وغدا الجيشُ الباكستاني في الجناح الشرقيِّ كلِّه أسيرًا، ووقَّع قائدُه الجنرال نيازي وَثيقةَ الاستسلام، وأعلَنَ مَندوب بنغلاديش في بَيروت جلال الدين أحمد أنَّ دَولتَه ستَقوم على أساسٍ عَلْماني، وأمَّا على الجبهة الغربيةِ فلم تَستطِع الهندُ تحقيقَ الكثيرِ، ثم خرَج قرارٌ من الجمعية العُمومية بوقْفِ إطلاق النارِ ورَغم مُوافَقة باكستانَ على القرارِ، استمرَّت الهندُ في العُدوان إلى أن توقَّف القِتالُ في 29 شوَّال 1391هـ / 17 ديسمبر 1971م.

العودة الى الفهرس