وفاة الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي صاحب تفسير (أضواء البيان) .
- العام الهجري :1393
- الشهر القمري : ذي الحجة
- العام الميلادي :1974
تفاصيل الحدث :
هو الشَّيخ العلَّامةُ محمَّدُ الأمين بنُ محمَّد المختارِ بنِ عبد القادر الشِّنقيطي الجَكَني الحِمْيري، وُلِدَ سنةَ 1325هـ في شِنْقيط في كيفا شرق موريتانيا، ونشَأَ يتيمًا في بيوت أخوالِه، وحفِظ القرآنَ وهو ابنُ عشْرِ سِنينَ، وتعلَّم رسْمَ المصحفِ على يَدِ ابن خالِه، وأخَذ الأدَب وعُلوم اللُّغة على يَدِ زوجةِ خالِه، فكانت مَدرستُه الأولى بَيتَ خالتِه، تعلَّم الفِقْه المالكيَّ، وهو السائدُ في بِلاده، فدرَس مُختصَر خليلٍ على يَد الشيخِ محمَّد بنِ صالح إلى قسْم العبادات، ثم درَس عليه أيضًا ألفيةَ ابن مالكٍ، ثم تعلَّم عُلوم القرآنِ من التَّفسير والمعاني والقِراءاتِ. تعلَّم الشِّنقيطي على مَشايخَ مُتعدِّدين، وكلُّهم من الجَنَكيين، وهي القَبيلةُ التي ينْتمي إليها، وكانت مَعروفةً بالعِلم، برَع في العُلوم كلِّها حتى فاق أقرانَه، أراد مكَّة حاجًّا وزائرًا، وأرادَه اللهُ معلِّمًا ومفسِّرًا، إنْ تَحدَّث في التفسيرِ خِلْتَه الطبَريَّ، وإنْ أنشَأَ في الشِّعر حَسِبتَه المتنبِّي، وإنْ جال في الحديثِ وعُلومِه ظنَنتَه ابنَ حَجَرٍ العَسْقلاني، فكان رحِمه الله مفسِّرًا، ومحدِّثًا، وشاعرًا، وأديبًا. خرَج قاصدًا الحجَّ من بلادِه سنةَ 1367هـ، ثم استقرَّ في المدينةِ النَّبوية، ودرَّس في المسجدِ النَّبوي، وفي سَنةِ 1371هـ افتُتِح معهدٌ عِلْمي بالرياضِ، وكُلِّيةٌ للشَّريعة وأُخْرى للُّغة، واختِيرَ الشيخ للتَّدريس بالمعهد والكُلِّيتينِ؛ فتولَّى تدْريسَ التفسيرِ والأصول. مكَث الشَّيخ بالرِّياضِ عشْرَ سَنواتٍ، وكان يقضي الإجازةَ بالمدينةِ لِيُكمِلَ التفسيرَ، وكان يدرِّس في مسجدِ الشيخ محمَّد آلِ الشيخ في الأُصول، كما كان يخُصُّ بعْضَ الطلَّاب بدرْسٍ آخَرَ في بيتِه، وقد كان بيتُه أشبهَ بمدرسةٍ يَؤُمُّها الصغيرُ والكبيرُ، والقريبُ والبعيد، ثم عاد إلى المدينةِ لمَّا أُنشِئَت الجامعة الإسلاميَّةُ سنةَ 1381هـ، فكان الشيخُ عَلَمًا من أعلامِها، ووَتَدًا من أوتادِها، يَرجِعُ إليه طُلَّابها كما يَرجِع إليه شيوخُها، وفي سنةِ 1386هـ افتُتِح معهدُ القضاءِ العالي بالرِّياض، فكان الشيخُ يَذهبُ لإلْقاء المحاضراتِ المطلوبةِ في التفسير والأصولِ، ولمَّا شُكِّلت هَيئةُ كِبار العلماءِ عيٍّن عضوًا فيها، وكان رئيسًا لإحدى دَوراتها، كما كان عضوًا في رابطةِ العالَمِ الإسلامي. كان رحِمه الله بحْرًا لا ساحلَ له من العِلْم والحفْظ، والإتقانِ والضبْط، وتَدلُّ مَصنَّفاته على غَزيرِ عِلمه وكَمال ورَعِه؛ فمِن أشهرِها: ((أضواءُ البيانِ في إيضاح القرآنِ بالقرآن))، و ((منْعُ جَواز المجازِ في المنزَّل للتعبُّد والإعجازِ))، و ((دفعُ إيهامِ الاضطرابِ عن آيات الكتابِ))، و ((مُذكِّرة في أُصول الفِقه على رَوضة الناظِر))، و ((آدابُ البحثِ والمناظَرة))، و ((شرحٌ على مَراقي السُّعود في الأُصول))، وغيرها مِن المؤلَّفات التي أفاد بها العالَمَ الإسلاميَّ، وكانت وفاتُه رحمه الله في مكَّة وغُسِّل في بَيته في مكَّة في شارع المنصورِ، وصلَّى عليه الشيخ عبدُ العزيز بن بازٍ في المسجِدِ الحرام بعدَ صلاة الظُّهر، ودُفِن بمَقبرةِ المعلَّاة بريع الحَجونِ بمكَّة المكرَّمة.
العودة الى الفهرس