وفاة الشيخ محمد أحمد أبو زُهرة .
- العام الهجري :1394
- الشهر القمري : ربيع الأول
- العام الميلادي :1974
تفاصيل الحدث :
هو الشيخُ العلَّامة محمد بنُ أحمد بنِ مصطفى بنِ أحمد المعروف بأبي زُهرةَ. وُلِدَ بالمحلَّة الكبرى التابعة لمحافظة الغربية بمصر في 6 ذي القعدة 1315هـ/ 29 مارس 1898م، ونشأ في أسرة كريمةٍ عُنِيت بولدها، فدفعت به إلى أحد الكتاتيب التي كانت مُنتشرة في أنحاء مصر تُعلِّم الأطفال وتحفِّظهم القرآن الكريم؛ فحفظ القرآنَ الكريم، وأجاد تعلُّم مبادئ القراءة والكتابةِ، ثم انتقل للتعلُّم بالجامع الأحمديِّ بمدينة طنطا، كان يُطلق عليه الأزهر الثاني؛ لمكانته الرفيعةِ، ثم تقدَّم لمدرسةِ القضاءِ الشرعيِّ سنة 1335هـ، فكان من أول المقبولين على الرغم من صِغر سنِّه، وتخرَّج فيها سنة 1343هـ / 1924م، وبعدَ أن حصلَ على عالمية القضاءِ الشرعيِّ اتجه إلى دارِ العلومِ، فنال شهادةَ الدُّبلوم سنة 1346هـ. عمل في تدريس اللغة العربيةِ بالمدارس الثانويةِ، ثم كُلِّف بتدريس مادة الخطابة والجدل في كلية أصول الدين بالأزهر، وبعدَ أن ذاعَ صيته وبراعته في تدريس مادة الخَطابة اختارته كليةُ الحقوقِ بجامعة القاهرةِ لتدريسِ مادة الخطابةِ بها، وبعدَ مدَّة وجيزة عَهِدت إليه الكلية بتدريس مادة الشريعةِ الإسلاميةِ، فزامَل في قسم الشريعة عددًا من أساطينِ العلماء، مثلَ: أحمد إبراهيم، وأحمد أبي الفتح، وعلي قراعة، وفرج السنهوري، وكان وجود مثل هؤلاء زاده دأبًا وجدَّة في الدرس والبحث حتى ارتقى إلى صفوفهم ومكانتهم الرفيعة، وكانت فيه عزيمةٌ وإصرارٌ وميلٌ إلى حياة الجدِّ التي لا هزلَ فيها، وقد تدرَّج أبو زهرةَ في كلية الحقوقِ التي شهِدَت أخصبَ حياته الفكريةِ حتى ترأَّس قسمَ الشريعة، وشغلَ منصب الوكالة فيها، وأُحيل إلى التقاعدِ سنة 1378هـ / 1958م، وبعد صدورِ قانون تطويرِ الأزهر اختُير الشيخ أبو زهرة عضوًا في مجمع البحوث الإسلامية سنة 1382هـ / 1962م، وهو المَجمَع الذي أُنشئ بديلًا عن هيئةِ كبار العلماء، وإلى جانب هذا كان الشيخ من مؤسِّسي معهد الدراسات الإسلاميةِ بالقاهرة، وكان يُلقي فيه محاضراتِه في الشريعةِ الإسلاميةِ احتسابًا لله دونَ أجرٍ، وكان هذا المعهد قد أُنشئ لمن فاتتْه الدراسةُ في الكلياتِ التي تُعنى بالدراسات العربية والشرعية، فالتحقَ به عددٌ كبير من خريجي الجامعاتِ غير الشرعيةِ الراغبين في مثلِ هذه الدراسات، ولأبي زهرةَ أكثرُ من ثمانين كتابًا في الفقه والتشريع وتراجِم الفقهاء الكبار، وكان أبو زهرة من أعلى الأصوات التي تنادي بتطبيقِ الشريعة الإسلاميةِ في الحياة. توفي الشيخ رحمه الله عن عمر يناهز 76 عامًا.
العودة الى الفهرس