وفاة الخليفة العباسي هارون الرشيد .
- العام الهجري :193
- الشهر القمري : جمادى الآخرة
- العام الميلادي :809
تفاصيل الحدث :
هو هارونُ الرَّشيدُ أميرُ المؤمنينَ ابنُ المهديِّ محمد بن أبي جعفر المنصور، أبو محمد، ويقال أبو جعفر. وأمُّه الخَيزُران أمُّ ولَدٍ. كان مولِدُه في شوَّال سنة 147هـ وقيل غيرُ ذلك, وبويِعَ له بالخلافةِ بعد موت أخيه الهادي في ربيع الأوَّل سنة 170هـ، بعهدٍ مِن أبيه المهدي. وكان الرشيدُ أبيضَ طويلًا سمينًا جَميلًا، وقد غزا الصائفةَ في حياة أبيه مرارًا، وعقد الهدنةَ بين المسلمين والرومِ بعد محاصرتِه القُسطنطينيَّة، ثمَّ لَمَّا أفضَت إليه الخلافةُ في سنة سبعين كان من أحسَنِ النَّاسِ سِيرةً وأكثَرِهم غَزوًا وحَجًّا، وكان يتصَدَّقُ مِن صُلبِ مالِه في كلِّ يومٍ بألفِ دِرهمٍ، وإذا حَجَّ أحَجَّ معه مائةً من الفُقَهاء وأبنائِهم، وإذا لم يحُجَّ أحَجَّ ثلاثَمائة بالنَّفقةِ السابغةِ والكُسوةِ التَّامَّة، وكان يحِبُّ التشَبُّهَ بجَدِّه أبي جعفرٍ المنصورِ إلَّا في العطاءِ؛ فإنَّه كان سريعَ العَطاءِ، جزيلَه، وكان يحِبُّ الفُقَهاءَ والشُّعَراءَ ويُعطيهم. كان هارونُ الرَّشيد قد سار إلى خراسانَ لقِتالِ رافِعِ بنِ الليثِ، وكان مريضًا ثم اشتَدَّ مَرَضُه عند دخولِهم طوس- قرية من قرى سناباذ- ومات ودفُنَ فيها عن عمر سبع وأربعين سنة, بعد أن دامَت خلافتُه عشرين عامًا، وقيل: ثلاثةً وعشرين, وقد كانت حافِلةً بالفتوحِ والعِمارة.
العودة الى الفهرس