معركة وادي سليط وانتصار المسلمين على أهل طليطلة وحلفائهم .
- العام الهجري :240
- العام الميلادي :854
تفاصيل الحدث :
خرج الأميرُ محمد بنفسِه إلى طليطلة. فلمَّا عَلِمَ أهلُها بذلك، أرسلوا إلى أردن بن إذفونش صاحِبِ جليقية، يعلمونَه بحَركتِه ويستَمِدُّون به. فبعث إليهم أخاه غثون في جمعٍ عظيمٍ مِن النصارى. فلمَّا عَلِمَ بذلك الأميرُ محمد، وقد كان قاربَ طليطلة، أعملَ الحيلةَ والكيد، وأخذ بالحَزمِ، فعبَّأَ الجيوشُ، وكمَنَ الكمائِنَ بناحية وادي سليط، ثم نصب الردودَ، وطلع في أوائلِ العسكر في قِلَّةٍ من العدد. فلما رأى ذلك أهلُ طليطلة، أعلموا العِلجَ بما عاينُوه من قِلَّةِ المسلمين، فتحرك العِلجُ فَرِحًا، وقد طَمِعَ في الظَّفَر والغنيمةِ وانتهاز الفرصة. فلما التقى الجمعانِ، خرجت الكمائنُ عن يمين وشمال، وتواترت الخيلُ أرسالًا على أرسال، حتى غشى الأعداءَ منهم ظُلَلٌ كالجبال، فانهزم المشرِكونُ وأهلُ طليطلة، وأخَذَتهم السِّلاح، قطعًا بالسيوفِ، وطعنًا بالرماح، فقتل اللهُ عامَّتَهم، وأباد جماعَتَهم. وحُزَّ مِن رؤوسِهم ممَّا كان في المعركة وحواليها ثمانيةُ آلاف رأس، وجُمِعَت ورُصَّت؛ فصار منها جبلٌ علاه المُسلِمونَ، يكَبِّرون ويهلِّلون ويَحمَدونَ ربَّهم ويَشكُرون. وبعث الأميرُ محمَّد بأكثَرِها إلى قرطبة، وإلى سواحِلِ البحر، وإلى العدوة. وانتهى عددُ مَن فُقِدَ منهم في هذه الوقعةِ إلى عشرينَ ألفًا.
العودة الى الفهرس