وفاة ابن أبي دؤاد المعتزلي .

تفاصيل الحدث :

هو أبو عبدِ الله أحمدُ بنُ أبي دؤاد فرج بن جرير بن مالك بن عبد الله بن عباد بن سلام، ولد سنةَ ستين ومائة بقِنَّسرينَ، ونشأ بدمشق, وكان أبوه تاجرًا يَفِدُ إلى الشام، ثم وفد إلى العراق وأخذ ولَدَه هذا معه إلى العراق، فارتحل للبصرةِ، واتصل ابن أبي دؤاد بأصحاب واصلِ بنِ عطاء، وعنهم أخذ مذهَبَ الاعتزالِ، ثم اتَّصلَ بالمأمونِ فكان قاضيَ القُضاةِ، وكان موصوفًا بالجود والسَّخاءِ وحُسنِ الخُلقِ ووُفورِ الأدب، غيرَ أنَّه أعلن بمذهب الجهميَّة، وحمل السلطانَ على امتحانِ النَّاسِ بخَلقِ القرآن، لم يكُنْ بعد البرامكةِ أكرَمُ منه، ولولا ما وضع مِن نفسِه مِن محبَّة المحنةِ، لاجتمعت عليه الإنسُ. حثَّ المأمونَ على امتحانِ العُلَماءِ والناسِ بمسألةِ خَلقِ القرآن، وبَقِيَ كذلك مع المعتَصِم ومع الواثِقِ، كلُّ ذلك هو رأسُ الفتنةِ وفَتيلُ نارِها، حتى جاء المتوكِّلُ، وكان ابن أبي دؤاد قد دعا على نفسِه إن لم يكُن الواثِقُ قد قتل أحمدَ بنَ نَصرٍ كافرًا، فأصابه اللهُ بالفالجِ، فبقي أربع سنينَ مَحبوسًا بمَرَضِه ذلك، فعزله المتوكِّلُ وأمر بمصادرةِ أموالِه، فصولح على سِتَّة عشر مليون درهمٍ، توفِّيَ في بغداد عن ثمانين سنةً- عامَلَه اللهُ بما يستَحِقُّ.

العودة الى الفهرس