دخول الخليفة العباسي المتوكل دمشق وعزمه على اتخاذها مقرًا له .

تفاصيل الحدث :

خرج المتوكِّلُ من العراقِ قاصدًا دِمشقَ فأدركه الأضحى في الطريق ولم يَصِل دمشق إلَّا في أوَّلِ هذه السنة، فدخل الخليفةُ المتوكِّلُ إلى مدينة دمشق في أُبَّهة الخلافةِ، وكان يومًا مشهودًا، وكان عازمًا على الإقامة بها، وأمَرَ بنقل دواوينِ المُلْك إليها، وأمَرَ ببناء القصور بها، فبُنِيَت بطريق داريا، فأقام بها مدَّةً، ثم إنَّه استوخَمَها ورأى أنَّ هواءَها بارِدٌ نَدِيٌّ وماءَها ثقيلٌ بالنسبة إلى هواءِ العِراقِ ومائِها، ورأى الهواء بها يتحَرَّك من بعد الزوالِ في زمن الصيف، فلا يزالُ في اشتدادٍ وغُبارٍ إلى قريبٍ مِن ثُلُث الليل، ورأى كثرةَ البَراغيث بها، ودخل عليه فَصلُ الشتاء فرأى من كثرةِ الأمطارِ والثلوج أمرًا عجيبًا، وغَلَت الأسعارُ وهو بها؛ لكثرة الخَلقِ الذين معه، وانقَطَعت الأجلابُ بسبَبِ كثرةِ الأمطارِ والثلوج، فضَجِرَ منها، ثم رجع من آخِرِ السَّنة إلى سامِرَّا بعد ما أقام بدمشق شهرين وعشرة أيام، ففرح به أهلُ بغداد فرحًا شديدًا.

العودة الى الفهرس