تفسير القرطبي
تفسير الآية رقم 1 من سورة الإخلاص
سورة الإخلاص
وهي أربع آيات
مكية في قول ابن مسعود والحسن وعطاء وعكرمة وجابر
ومدنية في أحد قولي ابن عباس وقتادة والضحاك والسدي
بسم الله الرحمن الرحيم
قل هو الله أحد
قوله تعالى : قل هو الله أحد أي الواحد الوتر ، الذي لا شبيه له ، ولا نظير ولا صاحبة ، ولا ولد ولا شريك . وأصل أحد : وحد ؛ قلبت الواو همزة . ومنه قول النابغة :
كأن رحلي وقد زال النهار بنا بذي الجليل على مستأنس وحد
وقد تقدم في سورة ( البقرة ) الفرق بين واحد وأحد ، وفي كتاب ( الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى ) أيضا مستوفى والحمد لله وأحد مرفوع ، على معنى : هو أحد . وقيل : المعنى : قل : الأمر والشأن : الله أحد . وقيل : أحد بدل من قوله : الله . وقرأ جماعة أحد الله بلا تنوين ، طلبا للخفة ، وفرارا من التقاء الساكنين ؛ ومنه قول الشاعر [ أبو الأسود الدؤلي ] :
فألفيته غير مستعتب ولا ذاكر الله إلا قليلا