تفسير القرطبي

تفسير الآية رقم 30 من سورة الحجر

قوله تعالى : فسجد الملائكة كلهم أجمعون
قوله - تعالى - فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس
لا شك أن إبليس كان مأمورا بالسجود ; لقوله : ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك وإنما منعه من ذلك الاستكبار والاستعظام ; كما تقدم في " البقرة " بيانه . ثم قيل : كان من الملائكة ; فهو استثناء من الجنس . وقال قوم : لم يكن من الملائكة ; فهو استثناء منقطع . وقد مضى في " البقرة " هذا كله مستوفى . وقال ابن عباس : الجان أبو الجن وليسوا شياطين . والشياطين ولد إبليس ; لا يموتون إلا مع إبليس . والجن يموتون ، ومنهم المؤمن ومنهم الكافر . فآدم أبو الإنس . والجان أبو الجن . وإبليس أبو الشياطين ; ذكره الماوردي . والذي تقدم في " البقرة " خلاف هذا ، فتأمله هناك .