تفسير القرطبي

تفسير الآية رقم 85 من سورة الحجر

قوله تعالى : وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل
قوله تعالى : وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق أي للزوال والفناء . وقيل : أي لأجازي المحسن والمسيء ; كما قال : ولله ما في السماوات وما في الأرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى .
وإن الساعة لآتية أي لكائنة فيجزى كل بعمله .
فاصفح الصفح الجميل مثل واهجرهم هجرا جميلا أي تجاوز عنهم يا محمد ، واعف عفوا حسنا ; ثم نسخ بالسيف . قال قتادة : نسخه قوله :
فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم . وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لهم : لقد جئتكم بالذبح وبعثت بالحصاد ولم أبعث بالزراعة ; قاله عكرمة ومجاهد . وقيل : ليس بمنسوخ ، وأنه أمر بالصفح في حق نفسه فيما بينه وبينهم . والصفح : الإعراض عن الحسن وغيره .