تفسير القرطبي
تفسير الآية رقم 2 من سورة الكهف
قَيِّمًا
نصب على الحال .
وقال قتادة : الكلام على سياقه من غير تقديم ولا تأخير , ومعناه : ولم يجعل له عوجا ولكن جعلناه قيما .
وقول الضحاك فيه حسن , وأن المعنى : مستقيم , أي مستقيم الحكمة لا خطأ فيه ولا فساد ولا تناقض .
وقيل : " قيما " على الكتب السابقة يصدقها .
وقيل : " قيما " بالحجج أبدا .لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا
أي لينذر محمد أو القرآن .
وفيه إضمار , أي لينذر الكافرين عقاب الله .
وهذا العذاب الشديد قد يكون في الدنيا وقد يكون في الآخرة .مِنْ لَدُنْهُ
أي من عنده وقرأ أبو بكر عن عاصم " من لدنه " بإسكان الدال وإشمامها الضم وكسر النون , والهاء موصولة بياء .
والباقون " لدنه " بضم الدال وإسكان النون وضم الهاء .
قال الجوهري : وفي " لدن " ثلاث لغات : لدن , ولدى , ولد .
وقال : من لد لحييه إلى منحوره المنحور لغة في المنحر .وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا
أي بأن لهم أجرا حسنا وهي الجنة .
وإن حملت التبشير على البيان لم يحتج إلى الباء في " بأن " .
والأجر الحسن : الثواب العظيم الذي يؤدي إلى الجنة .