تفسير القرطبي

تفسير الآية رقم 112 من سورة الأنبياء

قوله تعالى : قال رب احكم ‎بالحق ختم السورة بأن أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بتفويض الأمر إليه وتوقع الفرج من عنده ، أي احكم بيني وبين هؤلاء المكذبين وانصرني عليهم . روى سعيد عن قتادة قال : كانت الأنبياء تقول : ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقول : رب احكم بالحق فكان إذا لقي العدو يقول وهو يعلم أنه على الحق وعدوه على الباطل رب احكم بالحق أي اقض به . وقال أبو عبيدة : الصفة هاهنا أقيمت مقام الموصوف والتقدير : رب احكم بحكمك الحق . و رب في موضع نصب ، لأنه نداء مضاف . وقرأ أبو جعفر بن القعقاع وابن محيصن ( قل رب احكم بالحق ) بضم الباء . قال النحاس : وهذا لحن عند النحويين ؛ لا يجوز عندهم رجل أقبل ، حتى تقول يا رجل أقبل أو ما أشبهه . وقرأ الضحاك وطلحة ويعقوب ( قال ربي أحكم بالحق ) بقطع الألف مفتوحة الكاف والميم مضمومة . أي قال محمد ربي أحكم بالحق من كل حاكم . وقرأ الجحدري ( قل ربي أحكم ) على معنى أحكم الأمور بالحق . وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون أي تصفونه من الكفر والتكذيب . وقرأ المفضل والسلمي ( على ما يصفون ) بالياء على الخبر . الباقون بالتاء على الخطاب .