تفسير القرطبي
تفسير الآية رقم 148 من سورة الشعراء
والطلعة هي التي تطلع من النخلة كنصل السيف ; في جوفه شماريخ القنو , والقنو اسم للخارج من الجذع كما هو بعرجونه وشماريخه .
و " هضيم " قال ابن عباس : لطيف ما دام في كفراه .
والهضيم اللطيف الدقيق ; ومنه قول امرئ القيس : علي هضيم الكشح ريا المخلخل الجوهري : ويقال للطلع هضيم ما لم يخرج من كفراه ; لدخول بعضه في بعض .
والهضيم من النساء اللطيفة الكشحين .
ونحوه حكى الهروي ; قال : هو المنضم في وعائه قبل أن يظهر ; ومنه رجل هضيم الجنبين أي منضمهما ; هذا قول أهل اللغة .
وحكى الماوردي وغيره في ذلك اثني عشر قولا :
أحدها : أنه الرطب اللين ; قاله عكرمة .
الثاني : هو المذنب من الرطب ; قاله سعيد بن جبير .
قال النحاس : وروى أبو إسحاق عن يزيد - هو ابن أبي زياد كوفي ويزيد بن أبي مريم شامي - " ونخل طلعها هضيم " قال : منه ما قد أرطب ومنه مذنب .
الثالث : أنه الذي ليس فيه نوى ; قاله الحسن .
الرابع : أنه المتهشم المتفتت إذا مس تفتت ; قاله مجاهد .
وقال أبو العالية : يتهشم في الفم .
الخامس : هو الذي قد ضمر بركوب بعضه بعضا ; قاله الضحاك ومقاتل .
السادس : أنه المتلاصق بعضه ببعض ; قاله أبو صخر .
السابع : أنه الطلع حين يتفرق ويخضر ; قاله الضحاك أيضا .
الثامن : أنه اليانع النضيج ; قاله ابن عباس .
التاسع : أنه المكتنز قبل أن ينشق عنه القشر ; حكاه ابن شجرة ; قال : كأن حمولة تجلى عليه هضيم ما يحس له شقوق
العاشر : أنه الرخو ; قاله الحسن .
الحادي عشر : أنه الرخص اللطيف أول ما يخرج وهو الطلع النضيد ; قاله الهروي .
الثاني عشر : أنه البرني ; قاله ابن الأعرابي ; فعيل بمعنى فاعل أي هنيء مريء من انهضام الطعام .
والطلع اسم مشتق من الطلوع وهو الظهور ; ومنه طلوع الشمس والقمر والنبات .