تفسير القرطبي

تفسير الآية رقم 32 من سورة الشورى

قوله تعالى : ومن آياته الجواري في البحر كالأعلام
قوله تعالى : ومن آياته الجواري في البحر كالأعلام أي ومن علاماته الدالة على قدرته السفن الجارية في البحر كأنها من عظمها أعلام . والأعلام : الجبال ، وواحد الجواري جارية ، قال الله تعالى : إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية . سميت جارية لأنها تجري في الماء . والجارية : هي المرأة الشابة ، سميت بذلك لأنها يجري فيها ماء الشباب . وقال مجاهد : الأعلام القصور ، واحدها علم ، ذكره الثعلبي . وذكر الماوردي عنه أنها الجبال . وقال الخليل : كل شيء مرتفع عند العرب فهو علم . قالت الخنساء ترثي أخاها صخرا :
وإن صخرا لتأتم الهداة به كأنه علم في رأسه نار