تفسير القرطبي
تفسير الآية رقم 5 من سورة الواقعة
قوله تعالى : وبست الجبال بسا أي فتتت ، عن ابن عباس . مجاهد : كما يبس الدقيق أي يلت . والبسيسة السويق أو الدقيق يلت بالسمن أو بالزيت ثم يؤكل ولا يطبخ وقد يتخذ زادا . قال الراجز :
لا تخبزا خبزا وبسا بسا ولا تطيلا بمناخ حبسا
وذكر أبو عبيدة : أنه لص من غطفان أراد أن يخبز فخاف أن يعجل عن ذلك فأكله عجينا . والمعنى أنها خلطت فصارت كالدقيق الملتوت بشيء من الماء . أي تصير الجبال ترابا فيختلط البعض بالبعض . وقال الحسن : و " بست " قلعت من أصلها فذهبت ، نظيره : ينسفها ربي نسفا . وقال عطية : بسطت كالرمل والتراب . وقيل : البس : السوق أي سيقت الجبال . قال أبو زيد : البس : السوق ، وقد بسست الإبل أبسها بالضم بسا . وقال أبو عبيد : بسست الإبل وأبسست - لغتان - إذا زجرتها وقلت لها : بس بس . وفي الحديث : يخرج قوم من المدينة إلى اليمن والشام والعراق يبسون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ومنه الحديث الآخر : جاءكم أهل اليمن يبسون عيالهم والعرب تقول : جيء به من حسك وبسك . ورواهما أبو زيد بالكسر ، فمعنى من حسك من حيث أحسسته ، وبسك من حيث بلغه مسيرك . وقال مجاهد : سالت سيلا . عكرمة : هدت هدا . محمد بن كعب : سيرت سيرا ، ومنه قول الأغلب العجلي : وقال الحسن : قطعت قطعا . والمعنى متقارب .