تفسير القرطبي

تفسير الآية رقم 16 من سورة الحاقة

وانشقت السماء أي انصدعت وتفطرت . وقيل : تنشق لنزول ما فيها من الملائكة ; دليله قوله تعالى : ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا وقد تقدم .
فهي يومئذ واهية أي ضعيفة . يقال : وهى البناء يهي وهيا فهو واه إذا ضعف جدا . ويقال : كلام واه ; أي ضعيف . فقيل : إنها تصير بعد صلابتها بمنزلة الصوف في الوهي ويكون ذلك لنزول الملائكة كما ذكرنا . وقيل : لهول يوم القيامة . وقيل : واهية أي متخرقة ; قاله ابن شجرة . مأخوذ من قولهم : وهي السقاء إذا تخرق . ومن أمثالهم :
خل سبيل من وهى سقاؤه ومن هريق بالفلاة ماؤه
أي من كان ضعيف العقل لا يحفظ نفسه .