تفسير القرطبي
تفسير الآية رقم 78 من سورة الأعراف
فأخذتهم الرجفة أي الزلزلة الشديدة . وقيل : كان صيحة شديدة خلعت قلوبهم ; كما في قصة ثمود في سورة " هود " في قصة ثمود فأخذتهم الصيحة . يقال : رجف الشيء يرجف رجفا ورجفانا . وأرجفت الريح الشجر حركته . وأصله حركة مع صوت ; ومنه قوله تعالى يوم ترجف الراجفة قال الشاعر :
ولما رأيت الحج قد آن وقته وظلت مطايا القوم بالقوم ترجف
فأصبحوا في دارهم أي بلدهم . وقيل : وحد على طريق الجنس ، والمعنى : في دورهم . وقال في موضع آخر : في ديارهم أي في منازلهم . جاثمين أي لاصقين بالأرض على ركبهم ووجوههم ; كما يجثم الطائر . أي صاروا خامدين من شدة العذاب . وأصل الجثوم للأرنب وشبهها ، والموضع مجثم . قال زهير :
بها العين والآرام يمشين خلفة وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم
وقيل : احترقوا بالصاعقة فأصبحوا ميتين ، إلا رجلا واحدا كان في حرم الله ; فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه .