تفسير الطبري
تفسير الآية رقم 154 من سورة الشعراء
يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل ثمود لنبيها صالح: ( مَا أَنْتَ -يَا صَالِحُ- إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا ) من بني آدم, تأكل ما نأكل, وتشرب ما نشرب, ولست بربّ ولا ملك, فعلام نتبعك؟ فإن كنت صادقا في قيلك, وأن الله أرسلك إلينا( فَأْتِ بِآيَةٍ ) يعني: بدلالة وحجة على أنك محقّ فيما تقول, إن كنت ممن صدقنا في دعواه أن الله أرسله إلينا.
وقد حدثنا أحمد بن عمرو البصري, قال: ثنا عمرو بن عاصم الكلابي, قال: ثنا داود بن أبي الفرات, قال: ثنا علباء بن أحمر, عن عكرمة, عن ابن عباس: أن صالحا النبيّ صلى الله عليه وسلم بعثه الله إلى قومه, فآمنوا به واتبعوه, فمات صالح, فرجعوا عن الإسلام, فأتاهم صالح, فقال لهم: أنا صالح, قالوا: إن كنت صادقا فأتنا بآية, فأتاهم بالناقة, فكذبوه وعقروها, فعذّبهم الله.