تفسير الطبري

تفسير الآية رقم 123 من سورة النساء

القول في تأويل قوله : لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في الذين عُنوا بقوله: " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب ".
فقال بعضهم: عُني بقوله: " ليس بأمانيكم "، أهل الإسلام.
*ذكر من قال ذلك:
10490- حدثنا محمد بن المثنى قال، حدثنا محمد بن جعفر قال، حدثنا شعبة، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: تفاخر النصارى وأهلُ الإسلام، فقال هؤلاء: نحن أفضل منكم! وقال هؤلاء: نحن أفضل منكم! قال: فأنـزل الله: " ليس بأمانيكم ولا أمانِّي أهل الكتاب ".
10491- حدثنا ابن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: لما نـزلت: " ليس بأمانيكم ولا أمانيّ أهل الكتاب "، قال: أهل الكتاب: نحن وأنتم سواء! فنـزلت هذه الآية: وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ .
10492- حدثني أبو السائب وابن وكيع قالا حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق في قوله: " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب "، قال: احتجَّ المسلمون وأهل الكتاب، فقال المسلمون: نحن أهدى منكم! وقال أهل الكتاب: نحن أهدى منكم! فأنـزل الله: " ليس بأمانيكم ولا أمانيّ أهل الكتاب "، قال: ففَلَج عليهم المسلمون بهذه الآية: (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، إلى آخر الآيتين.
10493- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قال: ذُكر لنا أن المسلمين وأهل الكتاب افتخروا، فقال أهل الكتاب: نبيّنا قبل نبيكم، وكتابنا قبل كتابكم، ونحن أولى بالله منكم! وقال المسلمون: نحن أولى بالله منكم، نبيُّنا خاتم النبيين، وكتابنا يقضي على الكتب التي كانت قبله! فأنـزل الله: " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يُجْزَ بِه "، إلى قوله: وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ، فأفلج الله حُجَّة المسلمين على من ناوأهم من أهل الأديان.
10494- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به "، قال: التقى ناس من اليهود والنصارى، فقالت اليهود للمسلمين: نحن خير منكم، ديننا قبل دينكم، وكتابنا قبل كتابكم، ونبينا قبل نبيكم، ونحن على دين إبراهيم، ولن يدخل الجنة إلا من كان هودًا! وقالت النصارى مثل ذلك، فقال المسلمون: كتابنا بعد كتابكم، ونبينا بعد نبيكم، وقد أمرتم أن تتبعونا وتتركوا أمركم، فنحن خير منكم، نحن على دين إبراهيم وإسماعيل وإسحاق، ولن يدخل الجنة إلا من كان على ديننا! فردّ الله عليهم قولهم فقال: " ليس بأمانيكم ولا أمانيّ أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجزَ به "، ثم فضل الله المؤمنين عليهم فقال: وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا .
10495- حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ يقول، أخبرنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: " ليس بأمانيكم ولا أمانيّ أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به "، تخاصم أهل الأديان، فقال أهل التوراة: كتابنا أول كتاب وخيرُها، ونبينا خيرُ الأنبياء! وقال أهل الإنجيل نحوًا من ذلك، وقال أهل الإسلام: لا دين إلا دين الإسلام، وكتابنا نَسَخ كل كتاب، ونبينا خاتم النبيين، وأمرنا أن نعمل بكتابنا ونؤمن بكتابكم! فقضى الله بينهم فقال: " ليس بأمانيكم ولا أمانيّ أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به "، ثم خَّير بين أهل الأديان ففضل أهل الفضل فقال: وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ إلى قوله: وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا .
10496- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب "، إلى: وَلا نَصِيرًا ، تحاكم أهل الأديان، (8) فقال أهل التوراة: كتابنا خير الكتب، (9) أنـزل قبل كتابكم، ونبينا خير الأنبياء! وقال أهل الإنجيل مثل ذلك، وقال أهل الإسلام: لا دين إلا الإسلام، كتابنا نسخ كل كتاب، ونبينا خاتم النبيين، وأمرتم وأمرنا أن نؤمن بكتابكم، ونعمل بكتابنا! فقضى الله بينهم فقال: " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به "، وخيَّر بين أهل الأديان فقال: وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا
10497- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا يَعلى بن عبيد وأبو زهير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح قال: جلس أناس من أهل التوراة وأهل الإنجيل وأهل الإيمان، فقال هؤلاء: نحن أفضل! وقال هؤلاء: نحن أفضل! فأنـزل الله: " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به ". ثم خصّ الله أهل الإيمان فقال: وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ .
10498- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو أسامة، عن إسماعيل، عن أبي صالح قال: جلس أهل التوراة وأهل الإنجيل وأهل الزبور فتفاخروا (10) فقال هؤلاء: نحن أفضل! وقال هؤلاء: نحن أفضل! وقال هؤلاء: نحن أفضل! (11) فأنـزل الله: وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا .
10499- حدثنا يحيى بن أبي طالب قال، حدثنا يزيد قال، أخبرنا جويبر، عن الضحاك في قوله: " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب "، قال: افتخر أهل الأديان، فقالت اليهود: كتابنا خير الكتب وأكرمها على الله، ونبينا أكرم الأنبياء على الله، موسى كلَّمه الله قَبَلا (12) وخَلا به نجيًّا، وديننا خير الأديان! وقالت النصارى: عيسى ابن مريم خاتم الرسل، وآتاه الله التوراة والإنجيل، ولو أدركه موسى لاتّبعه، وديننا خير الأديان! وقالت المجوس وكفار العرب: ديننا أقدم الأديان وخيرها! وقال المسلمون: محمد نبينا خاتم النبيين وسيد الأنبياء، والفُرقان آخر ما أنـزل من الكتب من عند الله، وهو أمين على كل كتاب، والإسلام خير الأديان! فخيَّر الله بينهم فقال: " ليس بأمانيكم ولا أمانيّ أهل الكتاب ".
وقال آخرون: بل عنى الله بقوله: " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب "، أهلَ الشرك به من عَبَدة الأوثان.
*ذكر من قال ذلك:
10500- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب "، قال: قريش، قالت: " لن نُبْعث ولن نعذَّب ".
10501- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: " ليس بأمانيكم "، قال: قالت قريش: " لن نبعث ولن نعذب "، فأنـزل الله: مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ .
10502- حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا ابن علية قال، حدثنا ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به "، قال: قالت العرب: " لن نبعث ولن نعذَّب "، وقالت اليهود والنصارى: لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى [سورة البقرة: 111]، أو قالوا: لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَةً ، [سورة البقرة: 80]= شك أبو بشر. (13)
10503- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنى حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد: " ليس بأمانيكم ولا أمانيّ أهل الكتاب "، قريشٌ وكعبُ بن الأشرف (14) = مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ .
10504- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال: سمعت ابن زيد يقول في قوله: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ إلى آخر الآية، قال: جاء حُيَيّ بن أخطب إلى المشركين فقالوا له: يا حُيَيّ، إنكم أصحاب كتب، فنحن خير أم محمد وأصحابه؟ فقال: نحن وأنتم خير منه! (15) فذلك قوله: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ إلى قوله: وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا [سورة النساء: 51، 52]. ثم قال للمشركين: " لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ "، فقرأ حتى بلغ: وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه= فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ، قال: ووعد الله المؤمنين أن يكفر عنهم سيئاتهم، ولم يعد أولئك، وقرأ: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ [سورة العنكبوت: 7]. (16)
10505- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام، عن عنبسة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن القاسم بن أبي بزة، عن مجاهد في قوله: " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به "، قال: قالت قريش: " لن نُبعث ولن نعذَّب "! (17)
* * *
وقال آخرون: عُني به أهل الكتاب خاصَّة.
*ذكر من قال ذلك:
10506- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن سفيان قال، سمعت الضحاك يقول: " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب " الآية، قال: نـزلت في أهل الكتاب حين خالفوا النبي صلى الله عليه وسلم. (18)
* * *
قال أبو جعفر: وأولى التأويلين بالصواب في ذلك، ما قال مجاهد: من أنه عُني بقوله: " ليس بأمانيكم "، مشركي قريش.
وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب، لأن المسلمين لم يجر لأمانيهم ذكر فيما مضى من الآي قبل قوله: " ليس بأمانيكم "، وإنما جرى ذكر أمانيِّ نصيب الشيطان المفروضِ، وذلك في قوله: وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ ، وقوله: " يعدهم ويمنيهم "، فإلحاق معنى قوله جل ثناؤه: " ليس بأمانيكم " بما قد جرى ذكره قبل، أحقُّ وأولى من ادِّعاء تأويلٍ فيه، لا دلالة عليه من ظاهر التنـزيل، ولا أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا إجماع من أهل التأويل.
وإذ كان ذلك كذلك، فتأويل الآية إذًا: ليس الأمر بأمانيكم، يا معشر أولياء الشيطان وحزبه، التي يمنيكموها وليُّكم عدوّ الله، من إنقاذكم ممن أرادكم بسوءٍ، ونصرتكم عليه وإظفاركم به= ولا أماني أهل الكتاب الذين قالوا اغترارًا بالله وبحلمه عنهم: لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَةً و لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى ، فإن الله مجازي كل عامل منكم جزاءَ عمله، مَن يعمل منكم سوءًا، و من غيركم، يجز به، ولا يجدْ له من دون الله وليًّا ولا نصيرًا، ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة.
ومما يدلّ أيضًا على صحة ما قلنا في تأويل ذلك، وأنه عُني بقوله: " ليس بأمانيكم " مشركو العرب، كما قال مجاهد: إن الله وصف وعدَ الشيطان ما وعدَ أولياءهُ وأخبَر بحال وعده، ثم أتبع ذلك بصفة وعدِه الصادق بقوله: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ، وقد ذكر جل ثناؤه مع وصفه وعد الشيطان أولياءه، تمنيتَه إياهم الأمانيّ بقوله: (19) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ، كما ذكر وعده إياهم. فالذي هو أشبهُ: أن يتبع تمنيتَه إياهم من الصفة، بمثل الذي أتبع عِدَته إياهم به من الصفة.
وإذ كان ذلك كذلك، صحَّ أن قوله: " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به " الآية، إنما هو خبر من الله عن أماني أولياء الشيطان، وما إليه صائرة أمانيهم= مع سيئ أعمالهم من سوء الجزاء، وما إليه صائرةٌ أعمال أولياء الله من حسن الجزاء. وإنما ضمَّ جل ثناؤه أهلَ الكتاب إلى المشركين في قوله: " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب "، لأن أماني الفريقين من تمنية الشيطان إياهم التي وعدهم أن يمنِّيهموها بقوله: وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ .
القول في تأويل قوله : مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك.
فقال بعضهم: عنى بـ " السوء " كل معصية لله. وقالوا: معنى الآية: من يرتكب صغيرةً أو كبيرة من مؤمن أو كافر من معاصي الله، يجازه الله بها.
*ذكر من قال ذلك:
10507- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: أن الربيع بن زياد سأل أبي بن كعب عن هذه الآية: " من يعمل سوءًا يجز به "، فقال: ما كنت أراك إلا أفقه مما أرى! النكبةَ والعودَ والخدْش. (20)
10508- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا غندر، عن هشام الدستوائي قال، حدثنا قتادة، عن الربيع بن زياد قال: قلت لأبي بن كعب: قول الله تبارك وتعالى: " من يعمل سوءًا يجز به "، والله إن كان كل ما عملنا جُزينا به هلكنا! قال: والله إن كنتُ لأراك أفقهَ مما أرى! لا يصيب رجلا خدشٌ ولا عثرةٌ إلا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر، حتى اللَّدغة والنَّفْحة. (21)
10509- حدثنا القاسم بن بشر بن معروف قال، حدثنا سليمان بن حرب قال، حدثنا حماد بن زيد، عن حجاج الصواف، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب قال: دخلت على عائشة كي أسألها عن هذه الآية : " لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ "، قالت: ذاك ما يصيبكم في الدنيا. (22)
10510- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا حجاج، عن ابن جريج قال، أخبرني خالد: أنه سمع مجاهدًا يقول في قوله: " من يعمل سوءًا يجز به "، قال: يجز به في الدنيا. قال قلت: وما تبلُغ المصيبات؟ قال: ما تكره.
* * *
وقال آخرون: معنى ذلك: من يعمل سوءًا من أهل الكفر، يجز به.
*ذكر من قال ذلك:
10511- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن: " من يعمل سوءًا يجز به "، قال: الكافر، ثم قرأ: وَهَلْ نُجَازِي إِلا الْكَفُورَ [سورة سبأ: 17]، قال: من الكفار.
10512- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا سهل، عن حميد، عن الحسن، مثله.
10513- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا أبو همام الأهوازي، عن يونس بن عبيد، عن الحسن: أنه كان يقول: " من يعمل سوءًا يجز به "، و وَهَلْ نُجَازِي إِلا الْكَفُورَ ، [سورة سبأ: 17]، يعني بذلك الكفار، لا يعني بذلك أهلَ الصلاة.
10514- حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا مبارك، عن الحسن في قوله: " من يعمل سوءًا يجز به "، قال: والله ما جازى الله عبدًا بالخير والشر إلا عذَّبه. (23) قال: لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ، [سورة النجم: 31]. قال: أما والله لقد كانت لهم ذنوب، ولكنه غفرها لهم ولم يجازهم بها، إن الله لا يجازي عبده المؤمن بذنب، إذًا توبقه ذنوبه.
10515- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، سمعت ابن زيد يقول في قوله: " من يعمل سوءًا يجز به "، قال: وعد الله المؤمنين أن يكفر عنهم سيئاتهم، ولم يعد أولئك= يعني: المشركين.
10516- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو معاوية، عن عاصم، عن الحسن: " من يعمل سوءًا يجز به "، قال: إنما ذلك لمن أراد الله هَوَانه، فأما من أراد كرامته، فإنه من أهل الجنة: وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ، [سورة الأحقاف: 16]
10517- حدثني يحيى بن أبي طالب قال، أخبرنا يزيد قال، أخبرنا جويبر، عن الضحاك: " من يعمل سوءًا يجز به "، يعني بذلك: اليهود والنصارى والمجوس وكفار العرب= وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا .
* * *
وقال آخرون: معنى " السوء " في هذا الموضع: الشرك. قالوا: وتأويل قوله: " من يعمل سوءًا يجز به "، من يشرك بالله يجزَ بشركه= وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا .
*ذكر من قال ذلك:
10518- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله: " من يعمل سوءًا يجز به "، يقول: من يشرك يجز به= وهو " السوء "= وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا ، إلا أن يتوب قبل موته، فيتوب الله عليه.
10519- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام، عن عنبسة، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير: " من يعمل سوءًا يجز به "، قال: الشرك.
* * *
قال أبو جعفر: وأولى التأويلات التي ذكرناها بتأويل الآية، التأويلُ الذي ذكرناه عن أبي بن كعب وعائشة: وهو أن كل من عمل سوءًا صغيرًا أو كبيرًا من مؤمن أو كافر، جوزي به.
وإنما قلنا ذلك أولى بتأويل الآية: لعموم الآية كلَّ عامل سوء، من غير أن يُخَصَّ أو يستثني منهم أحد. فهي على عمومها، إذ لم يكن في الآية دلالة على خصوصها، ولا قامت حجة بذلك من خبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
* * *
فإن قال قائل: وأين ذلك من قول الله: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ . [سورة النساء: 31]؟ وكيف يجوز أن يجازِي على ما قد وعد تكفيره؟
قيل: إنه لم يعد بقوله: نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ، تركَ المجازاة عليها، وإنما وعدَ التكفير بترك الفضيحة منه لأهلها في معادهم، كما فضح أهلَ الشرك والنفاق. فأما إذا جازاهم في الدنيا عليها بالمصائب ليكفرها عنهم بها، ليوافوه ولا ذنب لهم يستحقون المجازاة عليه، فإنما وفَى لهم بما وعدهم بقوله: نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ، وأنجز لهم ما ضمن لهم بقوله: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ، [سورة النساء: 122].
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك: تظاهرت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ذكر الأخبار الواردة بذلك:
10520- حدثنا أبو كريب وسفيان بن وكيع ونصر بن علي وعبد الله بن أبي زياد القطواني قالوا، حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن محيصن، عن محمد بن قيس بن مخرمة، عن أبي هريرة قال: لما نـزلت هذه الآية: " من يعمل سوءًا يجز به "، شقَّت على المسلمين، وبلغت منهم ما شاء الله أن تبلغ، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: قاربوا وسدِّدوا، ففي كل ما يصابُ به المسلم كفارةٌ، حتى النكبةُ ينْكبها، أو الشَّوكة يُشاكها. (24)
10521- حدثني عبد الله بن أبي زياد وأحمد بن منصور الرمادي قالا حدثنا زيد بن حباب قال، حدثنا عبد الملك بن الحسن الحارثي قال، حدثنا محمد بن زيد بن قنفذ، عن عائشة، عن أبي بكر قال: لما نـزلت: " من يعمل سوءًا يجز به "، قال أبو بكر: يا رسول الله، كل ما نَعْمل نؤاخذ به؟ فقال: يا أبا بكر، أليس يُصيبك كذا وكذا؟ فهو كفارته. (25)
10522- حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري قال، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن زياد الجصاص، عن علي بن زيد، عن مجاهد قال، حدثني عبد الله بن عمر: أنه سمع أبا بكر يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من يعمل سوءًا يجز به " في الدنيا. (26)
10523- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام، عن إسماعيل، عن أبي بكر بن أبي زهير، عن أبي بكر الصديق أنه قال: يا نبي الله، كيف الصلاح بعد هذه الآية؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أيّة آية؟ قال يقول الله: " لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ"، فما عملناه جزينا به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: غفر الله لك يا أبا بكر! ألست تمرض؟ ألست تحزن؟ ألست تُصيبك اللأواء؟ قال: فهو ما تجزون به! (27)
10524- حدثنا يونس قال، حدثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد= قال: أظنه عن أبي بكر الثقفي، عن أبي بكر قال: لما نـزلت هذه الآية: " من يعمل سوءًا يجز به "، قال أبو بكر: كيف الصلاح؟= ثم ذكر نحوه، إلا أنه زاد فيه: ألست تُنْكب؟ (28)
10525- حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا هشيم قال، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي بكر بن أبي زهير: أن أبا بكر قال للنبي صلى الله عليه وسلم: كيف الصلاح؟ فذكر مثله. (29)
10526- حدثني محمد بن عبيد المحاربي قال، حدثنا أبو مالك الجنبي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي قال، قال أبو بكر: يا رسول الله، فذكر نحوه= إلا أنه قال: فكل سوء عملناه جُزينا به؟ وقال أيضًا: ألست تمرض؟ ألست تَنْصب؟ (30) ألست تحزن؟ أليس تصيبك اللأواء؟ قال: بلى، قال: هو ما تجزون به!
10527- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن ابن أبي خالد، عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي قال: لما نـزلت هذه الآية: " لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ"، قال: قال أبو بكر: يا رسول الله، وإنا لنجزى بكل شيء نعمله؟ قال: يا أبا بكر، ألست تنصب؟ ألست تحزن؟ ألست تصيبك اللأواء؟ فهذا مما تجزون به.
10528- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا يحيى بن سعيد قال، حدثنا ابن أبي خالد قال، (31) حدثني أبو بكر بن أبي زهير الثقفي، عن أبي بكر، (32) فذكر مثله. (33)
10529- حدثنا أبو السائب وسفيان بن وكيع قالا حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم قال: قال أبو بكر: يا رسول الله، ما أشد هذه الآية: " من يعمل سوءًا يجز به "؟ قال: يا أبا بكر، إنّ المصيبة في الدنيا جزاء. (34)
10530- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا روح بن عبادة قال، حدثنا أبو عامر الخزاز، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت، قلت: إني لأعلم أيُّ آية في كتاب الله أشدُّ؟ فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: أيّ آية؟ فقلت: " من يعمل سوءًا يجز به "! قال: " إن المؤمن ليجازى بأسوإِ عمله في الدنيا "، ثم ذكر أشياء منهن المرض والنَّصبُ، فكان آخره أنه ذكر النكبة، (35) فقال: " كلُّ ذي يجزى به بعمله، يا عائشة، (36) إنه ليس أحدٌ يحاسب يوم القيامة إلا يعذَّب ". فقلت: أليسَ يقول الله: فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ، [سورة الانشقاق: 8]؟ فقال: ذاك عند العرض، إنه من نُوقش الحسابَ عُذِّب (37) = وقال بيده على إصبعه، (38) كأنه يَنْكُته. (39)
10531- حدثني القاسم بن بشر بن معروف قال، حدثنا سليمان بن حرب قال، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أمية قالت: سألت عائشة عن هذه الآية: وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ ، [سورة البقرة: 284]، و " لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ". قالت: ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها (40) فقال: يا عائشة، ذاك مَثَابَةُ الله للعبد بما يصيبه من الحمَّى والكِبر، (41) والبِضَاعة يضعها في كمه فيفقدها, فيفزع لها فيجدها في كمه، (42) حتى إن المؤمن ليخرج من ذنوبه كما يخرج التِّبْر الأحمر من الكِير. (43)
10532- حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا أبو عامر الخزاز قال، حدثنا ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: قلت يا رسول الله، إني لأعلم أشدَّ آية في القرآن! فقال: ما هي يا عائشة؟ قلت: هي هذه الآية يا رسول الله: " من يعمل سوءًا يجز به "، فقال: هو ما يصيب العبدَ المؤمن، حتى النكبة يُنْكبها. (44)
10533- حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا ابن علية، عن الربيع بن صبيح، عن عطاء قال: لما نـزلت: " ليس بأمانيكم ولا أمانيّ أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به "، قال أبو بكر: يا رسول الله، ما أشد هذه الآية؟ قال: يا أبا بكر، إنك تمرض، وإنك تحزن، وإنك يُصيبك أذًى، فذاك بذاك. (45)
10534- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قال، أخبرني عطاء بن أبي رباح قال: لما نـزلت قال أبو بكر: جاءت قاصمة الظهر! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما هي المصيبات في الدنيا. (46)
* * *
القول في تأويل قوله : وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا (123)
قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: ولا يجد الذي يعمل سوءًا من معاصي الله وخلاف ما أمره به=" من دون الله "، يعني: من بعد الله، وسواه (47) =" وليًّا " يلي أمره، (48) ويحمي عنه ما ينـزل به من عقوبة الله (49) =" ولا نصيرًا "، يعني: ولا ناصرًا ينصره مما يحلّ به من عقوبة الله وأليم نَكاله. (50)
----------------------
الهوامش :
(7) "الفلج": الفوز والظفر والعلو على الخصم.
(8) "التحاكم" و"المحاكمة": التخاصم والمخاصمة.
(9) في المطبوعة: "خير من الكتب" ، والصواب ما أثبت.
(10) زاد في المطبوعة: "وأهل الإيمان" ، وليست في المخطوطة وحذفتها ، لأن السياق لا يحتاج إليها كما سترى في التعليق التالي.
(11) في المطبوعة ، حذف"وقال هؤلاء: نحن أفضل" الثالثة ، وهي ثابتة في المخطوطة ، والفرق التي تفاخرت ثلاث فرق ، كما رأيت قبل.
(12) "قبلا" (بفتحتين) و"قبلا" (بكسر وفتح) و"قبيلا" ، أي: عيانا ومقابلة لا من وراء حجاب. وقد مضت هذه الكلمة في الآثار: 711 ، 4039 ، وفسرت هناك. وكان في المطبوعة: "قيلا" بالياء المثناة التحتية ، وهي في المخطوطة غير منقوطة.
(13) الأثر: 10502 -"أبو بشر" هو"ابن علية" ، وهو: "إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي" ، سيد المحدثين ، الثقة المشهور. سلف مرارًا.
(14) في المطبوعة: "قال قريش وكعب بن الأشرف" ، فحذفت"قال" ، كما في المخطوطة. وفي المخطوطة: "كعب بن الأشرف نحوه" ، ولم أجد لهذه الزيادة معنى ، ولا وجهًا في التحريف أو التصحيف أهتدي إليه.
(15) في المطبوعة: "أنتم خير منه" ، وفي المخطوطة: "نحن خير منه" ، وأثبت الصواب من الأثر السالف رقم: 9794.
(16) الأثر: 10504 - مضى مختصرًا برقم: 9794.
(17) الأثر: 10505 - كان في المطبوعة: "حدثنا أبو كريب" ، مكان"حدثنا ابن حميد" ، والذي في المخطوطة هو الصواب.
(18) الأثر: 10506 - في المطبوعة: "حدثنا أبي ، عن أبي أسيد" ، ولا أدري من أين جاء بهذا!! وفي المخطوطة: "حدثنا أبي سفيان" ، والصواب"عن سفيان" ، وهو الثوري. وهذا إسناد مضى مثله.
(19) في المطبوعة: "وتمنيته" بالواو ، والصواب حذفها كما في المخطوطة. وذلك أن معنى الكلام ذكر تمنيتهم مع وصف وعد الشيطان.
(20) الأثر: 10507 -"الربيع بن زياد بن أنس الحارثي" ، روى عن أبي بن كعب ، وكعب الأحبار. روى عنه أبو مجلز ، ومطرف بن عبد الله بن الشخير ، وحفصة بنت سيرين. ولم يذكر ابن أبي حاتم ولا الحافظ ابن حجر رواية قتادة عنه. وذكرها البخاري فقال: "ربيع بن زياد ، سمع أبي بن كعب (من يعمل سوءًا يجز به). قال معاذ بن فضالة ، عن هشام ، عن قتادة أن الربيع= وقالت حفصة عن الربيع بن زياد: سمع كعبًا".
ولم يذكر البخاري فيه جرحًا. وكان الربيع عامل معاوية على خراسان. مترجم في التهذيب ، والكبير للبخاري 2 / 1 / 245 ، وابن أبي حاتم 1 / 2 / 460.
وكان في المطبوعة والمخطوطة ، والدر المنثور: "زياد بن الربيع" ، وهو خطأ ، سيأتي على الصواب في الأثر التالي ، وتبين ذلك بما رواه البخاري في الكبير أيضًا. فصححته من أجل ذلك.
وهذا الأثر أشار إليه البخاري كما رأيت ، ونسبه السيوطي في الدر المنثور 2 : 227 ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن أبي الدنيا ، والبيهقي.
و"النكبة" هي ما يصيب الرجل إذا ناله حجر اصطدم به. وفي الحديث: "إنه نكبت إصبعه" ، أي نالتها الحجارة وأصابتها.
(21) الأثر: 10508 -"الربيع بن زياد" ، انظر التعليق على الأثر السالف. وهذا الخبر هو الذي أشار إليه البخاري في التاريخ الكبير ، كما ذكرت في التعليق السالف.
و"النفحة" بالحاء المهملة ، كأنه من"نفحت الدابة برجلها" إذا رمحت بها ، وفي حديث شريح: "إنه أبطل النفح" ، أراد نفح الدابة برجلها ، وهو الرفس.
(22) الأثر: 10509 -"القاسم بن بشر بن معروف" شيخ للطبري ، وستأتي روايته عنه برقم: 10531 وروى عنه مرارًا في التاريخ 1 : 12 ، 23 ، 28 ، 29 ، 32 ، 106 / 2 : 19 ، وفي هذا الموضع من التاريخ قال: "حدثني القاسم بن بشر بن معروف ، عن سليمان بن حرب".
ولم أجد له ترجمة في غير تاريخ بغداد 12 : 427"القاسم بن بشر بن أحمد بن معروف ، أبو محمد البغدادي" ، سمع يحيى بن سليم الطائفي ، وسفيان بن عيينة ، وأبا داود الطيالسي. روى عنه عبد الله بن أبي سعد الوراق ، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري. ثم لم يذكر رواية أبي جعفر الطبري عنه. وأخشى أن يكون هو شيخ الطبري ، وأرجو أن يأتي بعد ما يدل على وجه الصواب.
وكان في المطبوعة والمخطوطة ، هنا"القاسم بن بشر بن معرور" ، دل على صوابه إسناد أبي جعفر في مخطوطة التفسير فيما سيأتي رقم: 10531 ، وفي التاريخ.
و"سليمان بن حرب بن بجيل الأزدي" سكن مكة ، وكان قاضيها. روى عن شعبة ، ومحمد بن طلحة بن مصرف ، والحمادين ، وجرير بن حازم. روى عنه البخاري وأبو داود ، وروى له الباقون بواسطة أبي بكر بن أبي شيبة ، وعلي بن نصر الجهضمي ، وعمرو بن علي الفلاس ، وغيرهم. مترجم في التهذيب.
و"أبو المهلب" هو"معاوية بن عمرو" أو "عمرو بن معاوية" ، مختلف في اسمه ، وهو عم أبي قلابة الجرمي ، روى عن عمر وعثمان وأبي بن كعب ، وغيرهم من الصحابة. مترجم في التهذيب.
وأخرجه الحاكم في المستدرك 2: 308 من طريق سليمان بن حرب ، ووضع الذهبي علامة (خ ، م) ، أنه على شرط مسلم والبخاري.
(23) هكذا في المطبوعة ، وفي المخطوطة: "إلا عدبه" غير منقوطة. وأنا في شك منها. ولكن ربما وجه معناها إلى أن الله تعالى لو جازى العبد المؤمن بالخير ، وجازاه بالشر ، لكان جزاء الشر مفضيًا إلى طول عذابه ، فما من امرئ إلا وله ذنوب ، والذنوب توبق أصحابها ، وعسى أن لا يقوم لها ما قدم العبد من الخير.
(24) الأثر: 10520 -"نصر بن علي" هو الجهضمي ، مضى برقم: 2861 ، 2376 و"عبد الله بن أبي زياد القطواني" مضى برقم: 5796.
و"ابن محيصن" هو: عمر بن عبد الرحمن بن محيصن السهمي القرشي ، من أهل مكة. وانظر بقية ترجمته ومراجعها في شرح مسند أحمد.
و"محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف" ، تابعي ثقة. وانظر شرح المسند. وكان في المخطوطة والمطبوعة: "محمد بن قيس عن مخرمة" وهو خطأ محض.
وهذا الأثر رواه بهذا الإسناد أحمد في مسنده: 7380 ، واستوفى أخي السيد أحمد التعليق عليه ، وأزيد أن البيهقي خرجه في السنن 3: 373.
"النكبة": هي إصابة الحجر الإصبع ، إذا عثر الرجل عثرة ، أو ما كانت.
(25) الأثر: 10521 -"عبد الله بن أبي زياد القطواني" سلف في رقم: 10520.
و"أحمد بن منصور الرمادي" ، مضت ترجمته رقم: 10260.
و"زيد بن حباب العكلي" مضى برقم: 2185 ، 5350 ، 8165 ، وكان في المطبوعة: "يزيد بن حيان" ، وهو خطأ محض ، صوابه من المخطوطة.
و"عبد الملك بن الحسن بن أبي حكيم الحارثي" ، ويقال: "الجاري" ، "أبو مروان الأحول". قال أحمد: "لا بأس به" ، وقال ابن معين: "ثقة". مترجم في التهذيب. و"محمد بن زيد بن قنفذ" هو: "محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ التيمي الجدعاني القرشي" رأى ابن عمر رؤية ، وابن عمر مات سنة 73 ، وعائشة أم المؤمنين ماتت سنة 58 ، فهو لم يرها بلا شك ، فحديثه عنها منقطع. مترجم في التهذيب ، والكبير 1 / 1 / 84 ، وابن أبي حاتم 3 / 2 / 255.
وهذا الأثر ذكره ابن كثير في التفسير 2 : 587 ، والسيوطي في الدر المنثور 2 : 266 ، ولم ينسباه لغير ابن جرير.
(26) الأثر: 10522 -"إبراهيم بن سعيد الجوهري الطبري" ، مضى برقم: 3355 ، 3959.
و"عبد الوهاب بن عطاء الخفاف" مضى برقم: 5429 ، 5432.
و"زياد بن أبي زياد الجصاص" ، ضعيف جدًا ، ليس بشيء.
و"علي بن زيد" هو ابن جدعان. ثقة ، سيئ الحفظ. مضى برقم: 40 ، 4897 ، 6495.
وهذا الأثر رواه أحمد في المسند: 23 ، وقال أخي السيد أحمد: "إسناده ضعيف". وخرجه ابن كثير في تفسيره 2 : 587 ، مطولا عن أبي بكر بن مردويه ، عن محمد بن هشام بن جهيمة ، عن يحيى بن أبي طالب ، عن عبد الوهاب بن عطاء ، ثم قال: "ورواه أبو بكر البزار في مسنده عن الفضل بن سهل ، عن عبد الوهاب بن عطاء ، به مختصرًا".
وخرجه السيوطي في الدر المنثور 2 : 266 ، وزاد نسبته للخطيب في المتفق والمفترق.
(27) الأثر: 10523 - هذا الأثر وما يليه إلى رقم: 10528 ، ستة أسانيد لخبر واحد ، وسيأتي الكلام عليها في آخرها.
"اللأواء": الشدة وضيق المعيشة والمشقة.
(28) الأثر: 10524 - هذا الأثر ساقط من المخطوطة.
و"نكب الرجل ينكب" بالبناء للمجهول ، أصابه حجر فثلم إصبعه أو ظفره.
(29) في المطبوعة: "فذكر نحوه" ، وأثبت ما في المخطوطة.
(30) "نصب الرجل ينصب نصبًا" (المصدر بفتحات): أعيى وتعب
(31) في المخطوطة: "قال حدثنا أبي عن خالد" ، وهو خطأ صوابه ما في المطبوعة.
(32) في المطبوعة: "فذكر مثل ذلك" ، وأثبت ما في المخطوطة.
(33) الآثار: 10523 -10528 - خبر واحد ، "أبو بكر بن أبي زهير الثقفي" ، من صغار التابعين ، وهو مستور ، لم يذكر بجرح ولا تعديل. ولذلك قال أخي السيد أحمد في المسند رقم: 68 ، "إسناده ضعيف لانقطاعه" ، ثم قال: "وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي ، وهو عجب منهما ، فإن انقطاع إسناده بين".
رواه أحمد في المسند: 68 -71 ، والبيهقي في السنن 3 : 373 ، والحاكم في المستدرك 3 : 74 ، 75 ، وخرجه ابن كثير في تفسيره: 2: 587 ، والسيوطي في الدر المنثور 2 : 266 ، وزاد نسبته إلى هناد ، وعبد بن حميد ، والحكيم الترمذي ، وأبي يعلى ، وابن المنذر ، وابن حبان ، وابن السني في عمل اليوم والليلة ، والبيهقي في شعب الإيمان.
(34) الأثر: 10529 -"أبو معاوية" هو"محمد بن خازم التميمي" أبو معاوية الضرير ، مضى برقم: 2783.
و"الأعمش" هو"سليمان بن مهران" مضى: 2918 ، 3295 ، 8207 ، 8208. و"مسلم" هو: "مسلم بن صبيح الهمداني" مضى برقم: 5424 ، 7216 ، 8206. وهذا الأثر خرجه ابن كثير في تفسيره 2 : 588 عن ابن مردويه: "حدثنا محمد بن أحمد بن إسحاق العسكري ، قال حدثنا محمد بن عامر السعدي ، قال حدثنا يحيى بن يحيى ، حدثنا فضيل بن عياض ، عن سليمان بن مهران ، عن مسلم بن صبيح ، عن مسروق ، قال قال أبو بكر" ، وساق الحديث بأطول مما هنا ، وبغير هذا اللفظ.
وخرجه السيوطي في الدر المنثور 2 : 226 ، 227 بلفظ ابن مردويه ، عن مسروق عن أبي بكر ، ونسبه لابن جرير ، وأبي نعيم في الحلية ، وهناد ، وسعيد بن منصور.
بيد أن خبر الطبري ليس فيه ذكر"مسروق" ، وهو"مسروق بن الأجدع الوداعي الهمداني" ، مضى برقم: 242 ، 7216 ، فأخشى أن يكون سقط من النساخ ذكر"مسروق" في هذا الإسناد.
(35) في المطبوعة: "أن ذكر النكبة" ، وأثبت ما في المخطوطة. و"النكبة" كما أسلفت: إصابة الحجر إصبع المرء أو ظفره.
(36) في المطبوعة: "يجزى بعمله" ، وأثبت ما في المخطوطة.
(37) "ناقشه الحساب مناقشة": استقصى في محاسبته حتى لا يترك منه شيء ، من قولهم: "نقش الشوكة": إذا استقصى استخراجها من جسمه.
(38) "قال بيده": أشار بها وأومأ. و"القول" لفظ مستعمل في معاني عدة.
وفي المطبوعة: "كأنه ينكت" بغير هاء في آخره ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو موافق لما يأتي في التفسير 30 : 84 (بولاق) حيث روي هذا الأثر مختصرًا.
(39) الأثر: 10530 -"روح بن عبادة القيسي" ، ثقة ، مضت ترجمته برقم: 3015 ، 3355 ، 3912.
"أبو عامر الخزاز" ، هو: "صالح بن رستم المزني" ، مضى برقم: 5458 ، 6371 ، 6383 ، 6384 ، 6387 ، 6614. و"الخزاز" بمعجمات ، وكان في المطبوعة: "الخراز" ، وفي المخطوطة غير منقوطة.
و"ابن أبي مليكة" هو: "عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة" سمع عائشة وغيرها من الصحابة. مضى برقم: 6605 ، 6610.
وهذا الأثر رجاله جميعًا ثقات. وسيأتي برقم: 10532 ، من طريق هشيم عن أبي عامر الخزاز ، بغير هذا اللفظ مختصرًا.
ورواه البخاري بغير هذا اللفظ من طريق سعيد بن أبي مريم ، عن نافع بن عمر ، عن ابن أبي مليكة عن عائشة (الفتح 1 : 176).
ثم رواه (الفتح 8 : 535) بغير هذا اللفظ من ثلاث طرق: من طريق يحيى القطان ، عن عثمان بن الأسود ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة.
ثم من طريق حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة.
ثم من طريق يحيى ، عن أبي يونس حاتم بن أبي صغيرة ، عن ابن أبي مليكة ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة.
ثم عاد فرواه (الفتح 11 : 347 ، 348) من سبع طرق ، واستوفى الحافظ ابن حجر الكلام فيه في هذه المواضع الثلاثة من صحيح البخاري.
ورواه مسلم في صحيحه (17 : 208) من أربع طرق: من طريق ابن علية ، عن أيوب ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن عائشة.
ومن طريق حماد بن زيد ، عن أيوب ، بهذا الإسناد نحوه.
ومن طريق يحيى بن سعيد القطان ، عن أبي يونس القشيري ، عن ابن أبي مليكة ، عن القاسم ، عن عائشة.
ومن طريق يحيى القطان ، عن عثمان بن الأسود عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة ، بمثل حديث أبي يونس.
ثم رواه أبو داود في السنن 3 : 250 رقم: 3093 ، بغير هذا اللفظ من طريق عثمان بن عمر ، عن أبي عامر الخزاز ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة.
ثم رواه الترمذي مختصرًا في (باب ما جاء في العرض) وفي (تفسير سورة الانشقاق) من طريق عثمان بن الأسود ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة ، وقال: "هذا حديث حسن صحيح".
وسيأتي في تفسير أبي جعفر ، بعدة طرق في تفسير سورة الانشقاق: 30 : 74 (بولاق) وسنتكلم في أسانيدها هناك.
وخرجه مختصرًا ابن كثير في تفسيره 2: 589 ، والسيوطي في الدر المنثور 2 : 227 ، وقصرا في نسبته ، وزاد السيوطي نسبته لابن أبي حاتم ، والبيهقي.
وقوله: "ينكته" من قولهم: "نكت الأرض بقضيب أو بإصبع": أي ضرب بطرفه في الأرض حتى يؤثر فيها. وهو إشارة مناقشة الحساب ، وهو كما أسلفنا استقصاء الحساب ، كأن المحاسب ينقش عن شوكة استخفت تحت الجلد فهو يستخرجها من باطن اللحم. يقول صلى الله عليه وسلم: هكذا يفعل بالمرء إذا نوقش واستقصيت ذنوبه.
(40) في مسند أحمد 6 : 218"عنهما" ، وهي أجود ، ولكن ثبت في المخطوطة: "عنها" بالإفراد ولا بأس بذلك في العربية.
(41) في المطبوعة: "مثابة الله العبد" بغير لام في"العبد" وأثبت ما في المخطوطة. وفي المخطوطة: "مثابة" منقوطة ظاهرة. وقد مضت في الأثر: 6495"متابعة الله العبد" ، ومثلها في المسند 6 : 218 ، وفي الطيالسي: 221"معاتبة".
فإن صح ما في المخطوطة ، وكأنه صواب جيد. فإن"المثابة" من"ثاب إليه يثوب" ، أي: رجع ، يقول: فذاك رجوع الله العبد بالمغفرة. وذلك معنى"الثواب" ، وهو الجزاء أيضًا. أي: فهذا جزاء الله عبده.
وقد سلف في رقم: 6495 ، تفسير"المتابعة" و"المعاتبة" فراجعه.
(42) هكذا هنا"فيجدها في كمه" وفي الأثر: 6495 ، "في ضبنه" ، وفي الطيالسي: 221"في جيبه" ، وهي قريب من قريب.
وفي سائر الأثر اختلاف في بعض اللفظ.
(43) الأثر: 10531-"القاسم بن بشر بن معروف" ، مضى برقم: 10509 ، وكان هنا في المطبوعة: "بن معرور" بالراء في آخره ، كما كان هناك في المخطوطة والمطبوعة ، ولكن جاء هنا في المخطوطة على الصواب"بن معروف" بالفاء.
و"سليمان بن حرب" مضى أيضًا برقم: 10509.
وهذا الأثر رواه الطبري آنفًا برقم 6495 ، من طريق الربيع ، عن أسد بن موسى ، عن حماد بن سلمة ، بمثله ، مع خلاف يسير في لفظه ، وقد خرجه أخي السيد أحمد هناك مستوفى ، وشرحت هناك ألفاظه وغريبه.
(44) الأثر: 10532 - سلف تخريج هذا الأثر برقم: 10530. وكان هنا أيضًا في المطبوعة: "الخراز" ، بالراء ، وصوابه ما أثبت.
(45) الأثر: 10533 - هذا أثر مرسل ، عطاء بن أبي رباح ، لم يسمع أبا بكر."الربيع بن صبيح السعدي" ، مضت ترجمته برقم: 6403 ، 6404 ، 7482 ، 7603 ، وهو ضعيف. وترجم له البخاري في الكبير 2 / 1 / 254.
وكان في المطبوعة والمخطوطة"بن صبح" ، وهو خطأ محض.
(46) الأثر: 10534 - هذا أثر مرسل. ولم أجده في مكان.
(47) انظر تفسير"من دون" فيما سلف ص: 211 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك.
(48) في المخطوطة: "وليا ، ولي يلي أمره" ، بزيادة"ولي".
(49) انظر تفسير: "ولي" فيما سلف ص: 205 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك.
(50) انظر تفسير"نصير" فيما سلف ص: 18 ، تعليق: 2 ، والمراجع هناك.