تفسير الطبري

تفسير الآية رقم 62 من سورة الأنعام

القول في تأويل قوله : ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (62)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ثم ردت الملائكة الذين توفَّوهم فقبضوا نفوسهم وأرواحهم، إلى الله سيدهم الحق، (20) " ألا له الحكم "، يقول: ألا له الحكم والقضاء دون من سواه من جميع خلقه (21) =" وهو أسرعُ الحاسبين "، يقول: وهو أسرع من حسب عددكم وأعمالكم وآجالكم وغير ذلك من أموركم، أيها الناس, وأحصاها، وعرف مقاديرها ومبالغها, (22) لأنه لا يحسب بعقد يد, ولكنه يعلم ذلك ولا يخفى عليه منه خافية, و لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (23) [سورة سبأ: 3].
----------------------------
الهوامش :
(20) انظر تفسير"المولى" فيما سلف 6: 141/7 : 278 ، وغيرها من فهارس اللغة مادة (ولي).
(21) انظر تفسير"الحكم" فيما سلف 9: 175 ، 324 ، 462.
(22) انظر تفسير"الحساب" فيما سلف: 207 ، 274 ، 275/6 : 279.
(23) هذا تضمين آية"سورة سبأ": 3.