تفسير ابن عاشور
تفسير الآية رقم 89 من سورة مريم
لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) والخطاب في { لقد جئتم } للذين قالوا اتخذ الرحمان ولداً ، فهو التفات لقصد إبلاغهم التوبيخ على وجه شديد الصراحة لا يلتبس فيه المراد ، كما تقدم في قوله آنفاً : { وإن منكم إلا واردها } [ مريم : 71 ] فلا يحسن تقدير : قل لقد جئتم .
وجملة { لقد جئتم شيئاً إدّاً } مستأنفة لبيان ما اقتضته جملة { وقالوا اتّخذ الرحمان ولداً } من التشنيع والتفظيع .
وقرأ نافع والكسائي بياء تحتية على عدم الاعتداد بالتأنيث ، وذلك جائز في الاستعمال إذا لم يكن الفعل رافعاً لضمير مؤنث متصل