تفسير ابن عاشور
تفسير الآية رقم 141 من سورة البقرة
تكرير لنظيره الذي تقدم آنفاً لزيادة رسوخ مدلوله في نفوس السامعين اهتماماً بما تضمنه لكونه معنى لم يسبق سماعه للمخاطبين فلم يقتنع فيه بمرة واحدة ومثل هذا التكرير وارد في كلام العرب ، قال لبيد :
فَتَنَازَعَا سَبِطاً يَطِيرُ ظِلاَلُه ... كدُخَاننِ مُشْعَلَة يُشَبُّ ضِرَامُها
مَشْمُولةٍ غُلِثَتْ بِنَابتتِ عَرْفَجِ ... كَدُخَاننِ نَارٍ سَاطِععٍ أَسْنَامُها
فإنه لما شبه الغبار المتطاير بالنار المشبوبة واستطرد بوصف النار بأنها هبت عليها ريح الشمال وزادتها دخاناً وأوقدت بالعرفج الرطيب لكثرة دخانه ، أعاد التشبيه ثانياً لأنه غريب مبتكر .