تفسير ابن عاشور
تفسير الآية رقم 152 من سورة الشعراء
الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (152)
على جملة : { يفسدون في الأرض } تأكيد لوقوع الشيء بنفي ضده مثل قوله تعالى : { وأضلّ فرعون قومَه وما هدَى } [ طه : 79 ] وقول عَمرو بن مرة الجُهني :
النسبُ المعروفُ غيرُ المنكَرِ ... يفيد أن فسادهم لا يشوبه صلاح؛ فكأنه قيل : الذين إنما هم مفسدون في الأرض ، فعدل عن صيغة القصر لئلا يحتمل أنه قصر مبالغة لأن نفي الإصلاح عنهم يؤكد إثبات الإفساد لهم ، فيتقرر ذلك في الذهن ، ويتأكد معنى إفسادهم بنفي ضده كقول السموأل أو الحارثي :
تسيل على حدّ الظبات نفوسنا ... وليستْ على غير الظبات تسيل
والتعريف في { الأرض } تعريف العهد .