تفسير ابن عاشور
تفسير الآية رقم 222 من سورة الشعراء
تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) وأجيب الاستفهام هنا بقوله : { تنزل على كل أفاككٍ أثيم } .
و { كل } هنا مستعملة في معنى التكثير ، أي على كثير من الأفّاكين وهم الكهان ، قال النابغة :
وكُلِّ صَموت نثلة تُبَّعيَّةٍ ... ونَسج سُلَيْم كُلَّ قمصاءَ ذائِل
والأفاك كثير الإفك ، أي الكذب ، والأثيم كثير الإثم . وإنما كان الكاهن أثيماً لأنه يضم إلى كذبه تضليل الناس بتمويه أنه لا يقول إلا صدقاً ، وأنه يتلقى الخبر من الشياطين التي تأتيه بخبر السماء .
وجُعل للشياطين { تنزّل } لأن اتصالها بنفوس الكهان يكون بتسلسل تموجات في الأجواء العليا كما تقدم في سُورة الحجر .