تفسير ابن عاشور

تفسير الآية رقم 49 من سورة الدخان

ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) وجملة { ذق إنك أنت العزيز الكريم } مقول قول آخر محذوف تقديره : قولوا له أو يقال له .
والذوق مستعار للإحساس وصيغة الأمر مستعملة في الإهانة .
وقوله : { إنك أنت العزيز الكريم } خبر مستعمل في التهكم بعلاقة الضدّية . والمقصود عكس مدلوله ، أي أنت الذليل المهان ، والتأكيد للمعنى التهكمي . وقرأه الجمهور بكسر همزة { إنك } . وقرأه الكسائي بفتحها على تقدير لام التعليل وضمير المخاطب المنفصل في قوله : { أنت } تأكيد للضمير المتصل في { إنك } ولا يؤكد ضمير النصب المتصل إلا بضمير رفع منفصل .