تفسير ابن عاشور
تفسير الآية رقم 26 من سورة الحاقة
وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) وجملة { ولم أدْرِ ما حسابيه } في موضع الحال من ضمير { لَيتَني .
والمعنى : إنه كان مكذباً بالحساب وهو مقابل قول الذي أوتي كتابه بيمينه : { إِني ظننتُ أني ملاقٍ حسابيه } [ الحاقة : 20 ] .
وجملة الحال معترضة بين جملتي التمني .
ويجوز أن يكون عطفاً على التمني ، أي يا ليتني لم أدر مَا حسابيَه ، أي لم أعرِف كنه حسابي ، أي نتيجته ، وهذا وإن كان في معنى التمني الذي قبله فإِعادته تكرير لأجْل التحسر والتحزن .
و { ما } استفهامية ، والاستفهام بها هو الذي عَلَّق فعل { أدْرِ } عن العمل ، و { يا ليتها كانت القاضية } تمنَ آخر ولم يعطف على التمنّي الأول لأن المقصود التحسر والتندم .