تفسير ابن عاشور
تفسير الآية رقم 7 من سورة المرسلات
إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7)
وجملة { إن ما توعدون لواقع } جواب القسم وزيدت تأكيداً ب { أنَّ } لتقوية تحقيق وقوع الجواب .
و { إنَّما } كلمتان هما ( إنَّ ) التي هي حرف تأكيد و ( ما ) الموصولة وليست هي ( إِنَّما ) التي هي أداة حصر ، والتي ( ما ) فيها زائدة . وقد كتبت هذه متصلة ( إِنَّ ) ب ( ما ) لأنهم لم يكونوا يفرقون في الرسم بين الحالتين ، والرسم اصطلاح ، ورسم المصحف سُنة في المصاحف ونحن نكتبها مفصولة في التفسير وغيره .
و { ما توعدون } : هو البعث للجزاء وهم يعلمون الصلة فلذلك جيء في التعبير عنه بالموصولية .
والخطاب للمشركين ، أي ما تَوعَّدكم الله به من العقاب بعد البعث واقع لا محالة وإن شككتم فيه أو نفيتموه .
والواقع : الثابتُ . وأصل الواقع الساقط على الأرض فاستعير للشيء المحقق تشبيهاً بالمستقر .