الوسيط للطنطاوي
تفسير الآية رقم 1 من سورة الماعون
تفسير سورة الماعون
مقدمة وتمهيد
1- سورة «الماعون» تسمى- أيضا- سورة «أرأيت» وسورة «الدين» وسورة «التكذيب» وهي مكية في قول الجمهور، وقيل: هي مدنية ...
قال الآلوسى: هي مكية في قول الجمهور ... وروى عن قتادة والضحاك أنها مدنية، وقال هبة الله المفسر الضرير: نزل نصفها- الأول- بمكة في العاص بن وائل، ونصفها- الثاني- بالمدينة في عبد الله بن أبى المنافق.
وعدد آياتها سبع آيات في المصحف العراقي، وست في المصاحف الباقية ....
2- ومن أهدافها: التعجيب من حال المشركين، الذين كذبوا بالبعث، واعتدوا على اليتامى، وبخلوا بما آتاهم الله- تعالى- من فضله، وهجروا الصلاة، ومنعوا الزكاة.
فالاستفهام في قوله- سبحانه- أَرَأَيْتَ للتعجيب من حال هذا الإنسان الذي بلغ النهاية في الجهالة والجحود ... ولتشويق السامع إلى ما سيذكر بعد هذا الاستفهام.
والخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم ولكل من يصلح له. أى: أخبرنى- أيها الرسول الكريم- أرأيت وعرفت أسوأ وأعجب من حال هذا الإنسان الذي يكذب بيوم الدين، أى: بيوم البعث والجزاء والحساب وينكر ما جئت به من عند ربك من حق وهداية.
مما لا شك فيه أن حال هذا الإنسان من أعجب الأحوال، وعاقبته من أسوأ العواقب ...
والرؤية في قوله أَرَأَيْتَ يحتمل أن تكون بصرية، فتتعدى لواحد هو الاسم الموصول، كأنه- تعالى- قال: أأبصرت أسوأ وأعجب من هذا المكذب بيوم الدين.
ويحتمل أن تكون علمية، فتتعدى لاثنين، أولهما: الاسم الموصول والثاني: محذوف، والتقدير: أعرفت الذي يكذب بالدين من هو؟ إننا نحن الذين نعرفك صفاته، وهي: