الوسيط للطنطاوي
تفسير الآية رقم 37 من سورة هود
وقوله: وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا ... معطوف على قوله.. فَلا تَبْتَئِسْ....
والفلك: ما عظم من السفن، ويستعمل هذا اللفظ للواحد والجمع، والمراد به هنا سفينة واحدة عظيمة قام بصنعها نوح- عليه السلام-.
والباء في قوله بِأَعْيُنِنا للملابسة، والجار والمجرور في موضع الحال من ضمير اصنع.
أى: واصنع الفلك يا نوح، حالة كونك بمرأى منا، وتحت رعايتنا وتوجيهنا وإرشادنا عن طريق وحينا.
وقوله- سبحانه- وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ نهى له عن المراجعة بشأنهم.
أى: ولا تخاطبني يا نوح في شأن هؤلاء الظالمين، بأن ترجوني في رحمتهم أو في دفع العذاب عنهم، فقد صدر قضائي بإغراقهم ولا راد لقضائي.