الوسيط للطنطاوي
تفسير الآية رقم 59 من سورة الروم
ثم يعقب- سبحانه- على هذا التطاول والغرور بقوله: كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ. والطبع: الختم على الشيء حتى لا يخرج منه ما هو بداخله، ولا يدخل فيه ما هو خارج عنه.
أى: مثل هذا الطبع العجيب، يطبع الله- تعالى- على قلوب هؤلاء الذين لا يعلمون،ولا يعملون على إزالة جهلهم، لتوهمهم أنهم ليسوا بجهلاء، وهذا أسوأ أنواع الجهل، لأنه جهل مركب، إذ صاحبه يجهل أنه جاهل. فهو كما قال الشاعر:
قال حمار الحكيم يوما ... لو أنصفونى لكنت أركب
لأننى جاهل بسيط ... وصاحبي جاهل مركب