الوسيط للطنطاوي
تفسير الآية رقم 3 من سورة الشورى
والكاف في قوله- تعالى-: كَذلِكَ بمعنى مثل، واسم الإشارة يعود إلى ما اشتملت عليه هذه السورة الكريمة من عقائد وأحكام وآداب.
أى: مثل ما في هذه السورة الكريمة من دعوة إلى وحدانية الله، وإلى مكارم الأخلاق، أوحى الله به إليك وإلى الرسل من قبلك، لتبلغوه للناس كي يعتبروا ويتعظوا.
قال الآلوسى ما ملخصه: قوله- تعالى-: كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ كلام مستأنف، وارد لتحقيق أن مضمون السورة، موافق لما في تضاعيف الكتب المنزلة، على سائر الرسل المتقدمين في الدعوة إلى التوحيد والإرشاد إلى الحق.
والكاف مفعول يُوحِي أى: يوحى مثل ما في هذه السورة من المعاني.
وجيء بقوله: يُوحِي بدل أوحى للدلالة على استمراره في الماضي، وأن إيحاء مثله، عادته- تعالى-:
والْعَزِيزُ الْحَكِيمُ صفتان له- عز وجل- .
وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-: إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ، وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً .