الوسيط للطنطاوي

تفسير الآية رقم 12 من سورة الزخرف

ثم وصف- سبحانه- ذاته بصفة ثالثة فقال: وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها أى:
خلق أصناف وأنواع المخلوقات كلها. فالمراد بالأزواج هنا: الأصناف المختلفة من الذكر والأنثى. ومن غير ذلك من أنواع مخلوقاته التي لا تحصى.
قال- سبحانه- سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ.
وقوله- تعالى-: وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ أى: وسخر لكم بقدرته ورحمته من السفن التي تستعملونها في البحر، ومن الإبل التي تستعملونها في البر،ما تركبونه وتحملون عليه أثقالكم، وتنتقلون بواسطته من مكان إلى آخر.
فما في قوله ما تَرْكَبُونَ موصولة، والعائد محذوف والجملة مفعول جَعَلَ وقوله: مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ بيان له مقدم عليه. أى: وجعل لكم ما تركبونه من الفلك والأنعام.