الوسيط للطنطاوي
تفسير الآية رقم 78 من سورة الزخرف
وقوله- سبحانه-: لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ تأكيد منه- تعالى- وتقرير لرد مالك عليهم، ومبين لسبب مكثهم فيها..
أى: لقد جئناكم- أيها الكافرون- بالحق على ألسنة رسلنا الذين لم يتركوا وسيلة من الوسائل إلا وسلكوها معكم في الإرشاد إلى طريق الهدى، ولكن أكثركم كان كارها للحق والهدى، معرضا عنهما إعراضا كليا، مصرا على كفره وشركه.
وعبر- سبحانه- بالأكثر لأن قلة منهم لم تكن كارهة للحق، ولكنها كانت منقادة لأمر سادتها وكبرائها.. أما الذين كانوا يعرفون الحق ولكن يكرهونه، فهم الزعماء والكبراء، لأنهم يرون في اتباعه انتقاصا من شهواتهم وتصادما مع أهوائهم.