الوسيط للطنطاوي
تفسير الآية رقم 4 من سورة القمر
ثم بين- سبحانه- أنهم قوم لا تتأثر قلوبهم بالمواعظ والنذر، فقال: وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ، حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ.
والأنباء: جمع نبأ وهو الخبر المشتمل على أمور هامة، من شأنها أن يتأثر بها السامع.
ومزدجر: مصدر ميمى، وأصله مزتجر. فأبدلت تاء الافتعال دالا، وأصله من الزجر.
بمعنى المنع والانتهار. أى: ولقد جاء لهؤلاء المشركين في القرآن الكريم، من الأنباء الهامة، ومن أخبار الأمم البائدة، ما فيه ازدجار وانتهار لهم عن الارتكاس في القبائح وعن الإصرار على الفسوق والكفر والعصيان.
و «ما» في قوله- سبحانه-: ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ موصولة، وهي فاعل لقوله جاءَهُمْ، وقوله مِنَ الْأَنْباءِ في موضع الحال منها..