الوسيط للطنطاوي
تفسير الآية رقم 27 من سورة الأنعام
لَوْ شرطية، حذف جوابها لتذهب النفس في تصوره كل مذهب وذلك أبلغ من ذكره.
ووُقِفُوا بالبناء للمفعول بمعنى: وقفهم غيرهم. يقال: وقف على الأطلال أى: عندها مشرفا عليها، ويقال وقف على الشيء عرفه وتبينه.
والمعنى: إنك أيها النبي الكريم- أو أيها الإنسان العاقل- لو اطلعت على هؤلاء المشركين عند ما يقفون على النار ويشاهدون لهيبها وسعيرها. لرأيت شيئا مروعا مخيفا يجعلهم يتحسرون على ما فرط منهم، ويتمنون أن يعودوا إلى الدنيا ليصدقوا بآيات الله التي طالما كذبوها. وليكونوا من المؤمنين.
وعبر- سبحانه- بإذ التي تدل على الماضي- مع أن الحديث عما سيحصل لهم في الآخرة فكان يناسبه إذا- لإفادة تحقق الوقوع وتأكده، وليتصور المستقبل على أنه موجود لا على أنه سيوجد، وعطف بالفاء في قوله: فَقالُوا للدلالة على أن أول شيء يقع في قلوبهم حينئذ إنما هو الندم على ما سلف منهم، وتمنى الرجوع إلى الدنيا ليؤمنوا.