سورة
الماعون
تحدثت الآيات عن فريقين : الفريق الأول
: فريق الكافر الجاحد المكذب بالجزاء والحساب في الآخرة ،وذكرت صفات أصحاب هذا
الفريق فهم لا يعطون اليتامى حقوقهم ويزجرونهم ولا يفعلون الخير ، فيبخلون عن إطعام الطعام ، فيقول الله تعالى
فيهم : (( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ {1} فَذَلِكَ الَّذِي
يَدُعُّ الْيَتِيمَ {2} وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ {3})
والفريق الثاني : هم المصلون
الذين إن صلّوا لم يرجوا ثوابا وإن تركوا الصلاة
لم يخشوا عقابا ، أولئك هم المنافقون الذين يؤخرون الصلاة عن أوقاتها
تهاوناً ، وهم الذين يتركون الصلاة سراً ويصلونها علانية ، ويمنعون عن الناس الزكاة
وكل خير .
فتوعدتهم السورة بالويل والهلاك وشنعت عليهم
أعظم تشنيع ، قال تعالى: ( فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ {4}
الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {5} الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ {6}
وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ {7} ) .