سورة طـه
الغرض من هذه السورة : تثبيت وتركيز أصول الدين : ( التوحيد
والنبوة والبعث والنشور ) .
1-
ظهرت في
السورة شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ، وجاءت الآيات تشدّ أزره وتقوّي روحه حتى
لا يتأثر بما يُلقى إليه من كيد وعناد واستهزاء وتكذيب ، ولإرشاده أن وظيفته
الأساسية الإرشاد والتبليغ لا إجبار الناس على الإيمان ، من قوله تعالى : (طه {1} مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ
لِتَشْقَى {2}) ، إلى قوله تعالى : (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا
هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى {8}) .
2- عرضت لقصص الأنبياء
فذكرت قصة موسى عليه السلام ونعمة الله عليه باستجابة دعائه وإعطائه سؤله ، من قوله
تعالى : ( وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى {9} إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ
لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ
أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى{10} ) إلى قوله تعالى : ( .. فَلَبِثْتَ سِنِينَ
فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى {40}) .
3- ذكرت نعمة الله تعالى
على موسى باختياره للذهاب مع أخيه إلى فرعون لتبليغ الدعوة ، ثم ذكرت الحوار الذي
دار بين موسى وفرعون ، وما كان من أمر السحرة وسجودهم لرب العالمين ، من قوله
تعالى : (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي {41}) إلى قوله تعالى : (جَنَّاتُ عَدْنٍ
تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن
تَزَكَّى {76}) .
4- لا تزال الآيات تتحدث
عن قصة موسى وفرعون ، وتشير لعناية الله تعالى بموسى وقومه وإنقاذهم وإهلاك عدوهم ،
وتذكّرهم بنعم الله الكبرى ومننه عليهم ، حيث وصَّاهم بشكره عليها .
ثم تذكر الآيات انتكاس بني إسرائيل، ورجوعهم
عن الحقّ بعبادتهم العجل ، من قوله تعالى
: (وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي... {77}) إلى قوله
تعالى : (إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ
كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً {98})
5- ذكر الله تعالى هذه
القصص للتأسي بها والاعتبار وهددت الآيات الجاحدين المعاندين لله تعالى بعذاب شديد
يوم القيامة ، وجاءت الآيات بعدها لتتحدث عن أهوال القيامة ، من
قوله تعالى : (كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ
آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً {99} ) .. إلى قوله تعالى : (وَمَن يَعْمَلْ
مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْماً وَلَا هَضْماً {112} ) .
6- تحدثت الآيات عن
معجزة القرآن الكريم ، منبهة رسول الله
صلى الله عليه وسلم بألاَّ يعجل ويشق على نفسه في حفظه من قبل انقضاء الوحي ، ثم
تحدثت الآيات عن قصة سجود الملائكة لآدم عليه السلام وإغواء إبليس له وهبوطه للأرض
، من قوله تعالى : (وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا
فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً {113}
) إلى قوله تعالى : (قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ
فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ
وَلَا يَشْقَى { 123}).
7- حذّرت الآيات
المعرضين عن ذكر الله بعذاب أليم يوم القيامة ، ثمّ أتت الآيات تصبّر رسول الله
وتأمره بالتسبيح لله في كل حين ، وأن يأمر أهله بالصلاة ويصطبر عليها ، وختمت
ببيان عاقبة الأمم السابقة ، من قوله تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي
فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {124})
إلى قوله تعالى : ( قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ
فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ
اهْتَدَى {135} ) .