سـورة الحـج
هي سورة تتـناول جوانب التشريع ، وموضوعها
هو موضوع الإيمان والتوحيد والإنذار والتخويف والبعث والجزاء ومشاهد القيامة
وأهوالها ، وقد ذكرت السورة بعض المواضيع التشريعية كالإذن بالقتال ، وأحكام الحج
، والهدي ، والأمر بالجهاد.
1- ابتدأت السورة بمطلع عنيف مخيف بالحديث عن يوم
القيامة ، ثم انتقلت لتقيم البراهين على البعث بعد الفناء ، من قوله تعالى : ( يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ
{1}) إلى قوله تعالى : (وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ
اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ {7})
2- انتقلت الآيات لتتحدث
عن أهل السعادة وأهل الشقاوة ،من قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي
اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ {8} ) إلى قوله تعالى
: ( وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا
يَشَاءُ {18} {سجدة})
3- تحدثت الآيات عما دار
بين أهل السعادة والشقاء من الخصومة في دينه وعبادته ، من قوله تعالى : (هَذَانِ
خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ
ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ {19}) إلى قوله
تعالى : (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ
الْحَمِيدِ {24} )
4- ذكرت عظم حرمة البيت
العتيق وبناء الخليل إبراهيم له ، وتحدثت عن عظم كفر هؤلاء المشركين الذين يصدون
الناس عن المسجد الحرام ، من قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ
عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ
سَوَاء.... {25}) إلى قوله تعالى : ( كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا
اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ {37})
5- لما بينت الآيات مناسك
الحج وما فيها من منافع في الدنيا والآخرة وأن الكفار صدوا عن المسجد الحرام ، ذكرت
هنا أنه تعالى يدافع عن الذين آمنوا ، وذكرت حكمة مشروعية القتال ومنها : الدفاع
عن المقدسات ، وحماية المستضعفين ، وتمكين المؤمنين من عبادة الله ،من قوله تعالى
: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ
كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ {38}) إلى قوله تعالى : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ
الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ
الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ { 62})
6- لما ذكرت الآيات ما
يدلّ على قدرته الباهرة من إيلاج الليل في النهار والنهار في الليل وبين نعمه
، أتبعته هنا بأنواع الدلائل على قدرة
الله تعالى وحكمته وجعلها كالمقدمة لإثبات البعث والمعاد .
7- ختمت السورة بدعوة المؤمنين إلى عبادة الله
الواحد الأحد ، من قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ
السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ
{63}) إلى قوله تعالى ( ... وَاعْتَصِمُوا
بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ {78}).