سورة القصـص
اهتمّت السورة بأصول الدين من (
التوحيد والرسالة والبعث ) وتتفق في أهدافها مع سورتي النمل
والشعراء وهي تكمل أو تفصل ما أُجِمل في السورتين قبلها
1- ابتدأت السورة
بالحديث عن قصة موسى عليه والسلام ،وطغيان
فرعون وعلوّه وفساده في الأرض ، من قوله تعالى : (طسم {1} تِلْكَ آيَاتُ
الْكِتَابِ الْمُبِينِ {2}..) إلى قوله تعالى : ( ... إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن
تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ
{19})
2- انتقلت للحديث عن
ولادة موسى عليه السلام وخوف أمه عليه من بطش فرعون و إلهام الله لها بإلقائه في
اليمّ ليعيش معززاً مكرماً في حجر فرعون ،و بلوغ موسى عليه السلام سن الرشد وقتله
للقبطي ، ثم هجرته لأرض مدين وزواجه بابنة شعيب عليه السلام ،وتكليف الله تعالى له بالعودة لدعوة فرعون .
وتفصّل الأحداث مع فرعون إلى أن أغرقه الله تعالى
في البحر عقابا له ، من قوله تعالى : (وَجَاء
رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى.. {20}) إلى قوله
تعالى : (وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ
هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ {42})
3- ذكرت نعمة الله تعالى
على موسى كليم الله من إنزال التوراة من بعد ما أهلك فرعون وقومه ، ثم ذكرت نعمته تعالى على العرب بإنزال القرآن
العظيم خاتم الكتب السماوية. وأخبرت عما يوبّخ به تعالى المشركين يوم القيامة ،من
قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا
الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ... {43}) إلى قوله تعالى (وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ
الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
{70})
4- لما ذكرت الآيات بعض
الأدلة على عظمة الله تعالى وسلطانه تذكيرا لعباده بوجوب شكر النعم ، وانتقلت
الآيات للحديث عن قصة قارون واختياله وفخره على قومه وبغيه عليهم ، ثم عقب ذلك
بأنه خسف به وبداره الأرض . كما أخبرت الآيات أن الدار الآخرة ونعيمها جعلها الله
لعباده المؤمنين المتواضعين .
5- ختمت السورة بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم
بإبلاغ الرسالة وبإخباره أنه سيرده إلى معاد وهو يوم القيامة وسيسأله عما استرعاه
من أعباء النبوة ، من قوله تعالى : (قُلْ
أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ.. {71}) إلى قوله تعالى : (وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ
لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ
وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {88})