ســورة ص
1- ابتدأت بالقسم
بالقرآن المعجز المنـزل على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم ، المشتمل على المواعظ البليغة على أن القرآن الكريم
هو حق ، وأن محمدا نبي مرسل ،كما تحدثت عن الوحدانية و إنكار المشركين لها ، ومبالغتهم
في العجب من دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم إلى توحيد الله ، من
قوله تعالى : ( ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ {1} بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي
عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ {2}) إلى قوله تعالى : (جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ
الْأَحْزَابِ {11})
2- انتقلت لتضرب الأمثال لكفار مكة بمن سبقهم من
الطغاة الذين كذبوا ، وما حل بهم من عذاب
بسبب إجرامهم فتناولت قصص بعض الرسل الكرام تسلية للرسول الكريم وتخفيفا عن آلامه ،
فذكرت قصة داود وسليمان ثم أيوب و إسحاق ويعقوب و إسماعيل وذا الكفل عليهم السلام في
عرض سريع ، لبيان ابتلاء الله لأنبيائه وصبرهم على ذلك الابتلاء ، وللتأسي بهم
، من قوله تعالى: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ
وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ {12}) إلى قوله تعالى : (وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ
وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنْ الْأَخْيَارِ {48})
3- بيّنت جزاء المتقين في جنات النعيم ، وعاقبة
المشركين نار الجحيم ، وذكرت تخاصم أهل النار في جهنم ترهيبا وتخويفا ، من قوله
تعالى : (هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ {49} جَنَّاتِ
عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ {50}) إلى قوله تعالى : (إِنَّ ذَلِكَ
لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ {64})
4- ذكرت قصة إبليس وامتناعه عن السجود لآدم عليه
السلام وتعهده بإغواء الخلق إلا المخلصين
من عباد الله ووعد الله له بأن يملأ جهنم منه ومن أتباعه ، من قوله تعالى : (قُلْ
إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ
{65}) إلى قوله تعالى : (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ
مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ {85})
5- ختمت ببيان أن الرسول
صلى الله عليه وسلم يبلغ دعوة الله ولا يبتغي لعمله هذا أجرا ، فهذه مهمته التي
وكل بها ، فالدين للجميع ، دين الله الحق حيث سيعلم المعاندون بأنه حق ولكن بعد
فوات الأوان ، قال تعالى: (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ
وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ {86} إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ
{87} وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ {88} ).