سـورة
الـزمر
تتحدث السورة عن عقيدة التوحيد بإسهاب حتى
لتكاد تكون المحور الرئيسي للسورة الكريمة لأنها أصل الإيمان وأساس العقيدة
السليمة وأصل كل عمل صالح .
1- ابتدأت بالحديث عن
القرآن المعجزة الكبرى ، و أمرت رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخلاص الدين لله تعالى
، وردت على شبهة المشركين في عبادتهم للأوثان بالدليل القاطع ،كما ذكرت الأدلة
والبراهين على وحدانية رب العالمين في إبداعه لخلق السماوات و الأرض قال
تعالى: (تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ
الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ {1}) إلى قوله تعالى : (....ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ
لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ {6})
2- تناولت موضوع العقيدة
بوضوح وجلاء وكشفت عن مشهد الخسران المبين للكفار يوم القيامة، قال تعالى: (إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ
عَنكُمْ .. {7}) إلى قوله تعالى : (أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ
أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ {19})
3- بينت حال المتقين في
الجنة وحذرت الآيات من اتباع سبيل الجاحدين المعاندين لدين الله ، وبينت أن في
القرآن الكريم موعظة وذكرى للذاكرين ، من
قوله تعالى : (لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا
غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ... {20}) إلى قوله تعالى : (قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي
عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {28})
4- ذكرت السورة مثلا
يوضح الفارق الكبير بين من يعبد إلها واحدا ومن يعبد آلهة متعددة لا تسمع ولا
تستجيب ، فهو مثل العبد الذي يملكه شركاء متخاصمون والعبد الذي يملكه سيد واحد ثم
ذكرت حالة المشركين النفسية عندما يسمعون توحيد الله فتنقبض قلوبهم و إذا سمعوا
ذكر الطواغيت هشوا وبشوا ، وقارنت الآيات بين فريق الإيمان وفريق الكفر والطغيان
فهما لا يتساويان أبدا عند الله تعالى ،
من قوله تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ
مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ
يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً ... {29}) إلى قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ
اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ
لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {52})
5- ثم جاءت الآيات طريّة
ندية تدعو العباد إلى الإنابة لربهم والرجوع إليه من قبل أن يداهمهم الموت بغتة ، أو يفاجئهم العذاب من حيث لا يشعرون وعندها
يتوبون إلى الله في وقت لا ينفع فيه الندم،
قال تعالى: ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا
تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ... {53}) إلى قوله تعالى : ( ... وَالسَّماوَاتُ
مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {67})
6-ختمت بذكر نفخة الصعق ثم نفخة البعث والنشور في الصور ، وما
يعقبهما من أهوال ، وتحدثت عن يوم الحشر الأكبر حيث يساق الأبرار إلى الجنة زمرا ،
الأشرار إلى جهنم زمرا في مشهد هائل يحضره الأنبياء والصديقون والأبرار والشهداء ،
فيتوجه الوجود كلّه لله تعالى في خشوع
واستسلام ، قال تعالى: (وَنُفِخَ فِي
الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء
اللَّهُ... {68}) إلى قوله تعالى : (وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ
الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {75} ) .