سورة غافر
وتعنى بأصول العقيدة ، وموضوعها البارز هو : المعركة بين الحق والباطل
والهدى والضلال ، ولهذا جاء جوّ السورة مشحونا بطابع العنف والشدة وكأنه جو معركة
رهيبة يكون بها النـزال محتدما ، ثم تسفر أخيرا عن مصارع الطغاة فإذا هم حطام .
1- ابتدأت بالإشادة بصفات الله الحسنى و آياته
العظمى ، ثم عرضت لمجادلة الكافرين في آيات الله ، من قوله تعالى: (حم {1}
تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ {2}) إلى قوله تعالى : (
... فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ {4})
2- عرضت لمصارع الغابرين
وقد أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر، كما عرضت لمشهد حملة العرش في دعائهم الخاشع
المنيب ، من قوله تعالى: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ
وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ ... {5} ) إلى قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ
تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ {10})
3- تحدثت عن بعض مشاهد الآخرة ، ووقوف العباد
للحساب، قال تعالى: (قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا
اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا ... {11}) إلى
قوله تعالى : (وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ
لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ {20} )
4- تحدثت عن قصة الإيمان
والطغيان ، ممثلة في دعوة موسى لفرعون الطاغية الجبار والتي انتهت بغرقه،وذلك لأخذ
العظة والاعتبار ، من قوله تعالى: ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا
وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ... {21}) إلى قوله تعالى : ( ... وَيَوْمَ تَقُومُ
السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ {46})
5- ذكرت اللّوم الذي
يوجهه أصحاب النار لبعضهم في جهنم ، وذلك عاقبة كل مستكبر ، من قوله تعالى : (وَإِذْ
يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا
إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً... {47} ) إلى قوله تعالى : ( .. إِنَّ الَّذِينَ
يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {60})
6- عرضت بعض الآيات
الكونية الشاهدة على عظمة الله تعالى ، من
قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ
لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً... {61}) إلى قوله
تعالى : (وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ {81})
7- ختمت بالحديث عن
مصارع المكذبين ، ومشهد العذاب لهم ، من قوله
تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي
الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ... {82})
إلى قوله تعالى ( .. سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي
عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ {85})